لماذا يصاب الأردنيون بالسمنة والسكري؟ - عامر الغرايبة

21-01-2011

--

بينما كنت أقرأ خبرا يقول إن " أكثر من 80 بالمئة من الأردنيين يعانون السمنة، وأن ربع طلبة الأردن مصابون بالسمنة المفرطة.." علق زميل من دولة عربية شقيقة قائلا: فلماذا إذا يتظاهر الأردنيون ضد ارتفاع الأسعار ولقمة الخبز؟.. قلت له إن السمنة بين الناس ليست دليلا على رفه العيش..، بل هي دليل على الفقر بمختلف معانيه؛ وهناك دراسات علمية أثبتت أن الصلة وثيقة بين الفقر والسمنة.
وكان وزير الصحة الدكتور محمود الشياب أعلن مؤخرا أن 82 بالمئة من الذكور الأردنيين يعانون من السمنة مقابل 80 بالمئة من الإناث، مشيرا إلى أن السكري والسمنة أصبحا من الأوبئة التي لابد من التصدي لها في الأردن، وقال إن ما يثير القلق هو ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة المفرطة لدى الأطفال، حيث بينت دراسات أن 25 بالمئة من طلبة المدارس مصابون بالسمنة المفرطة، والتي من شأنها زيادة نسبة الإصابة بالسكري بين الأطفال وأمراض الغدد المزمنة، كما أنها قد تعمل على الإصابة بأمراض الفشل الكلوي والعيون لدى الأطفال، وذلك في كلمة له خلال افتتاح اليوم العلمي في مجمع النقابات المهنية بالأردن بعنوان: السمنة.. أسباب وعلاج.
يا معالي الوزير إن الأردنيين يصابون بالسمنة لأنهم يتناولون الأغذية غير الصحية لسهولة الحصول عليها وتوفرها بالأسواق، وتدني أسعارها مقارنة بالأغذية الصحية، كما يشقى أغلب الأردنيون بالليل والنهار وراء لقمة الخبز ولا يجدون فرصة لممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، كما تتدنى نسبة الوعي الصحي بين الناس، فتمضي بهم الحياة توجههم كما تشاء، وقليلا ما نلحظ أفرادا يمسكون بدفة القارب يقاومون الأمواج العاتية ويتغلبون على المشكلات بالوعي والمثابرة والصبر وحسن الاستثمار للوقت والعلم.
وهنا يجب أن نفرق بين التعليم والثقافة، فقد انتشر التعليم في بلادنا بشكل غير مسبوق، وأصبحت الشهادات الجامعية وشهادات الدراسات العليا "أكثر من الهم على القلب"..، ولكن للأسف لم ينعكس هذا التعليم حتى الآن على حياة الناس..، ولم تتغير الكثير من العادات السيئة بفعل التعليم، ولم يشكل التعليم ثقافة حقيقية مرتبطة بنقلة نوعية تنعكس بشكل مباشر على الرخاء الاقتصادي أو الوعي الاجتماعي، أما الحكومات وبرغم معرفتها الواثقة بخطر الأطعمة غير الصحية وذات الطاقة العالية إلا أنها لا تقوم بواجبها الحقيقي تجاه هذا الموضوع؛ كأن تفرض ضرائباً على الطعام غير الصحي، وتسهل الحصول على الطعام الصحي، وتشجع الزراعة المتكاملة التي تعتمد على المكافحة المتكاملة، ولا تعتمد على الأسمدة الكيماوية والهرمونات والمبيدات الحشرية التي ثبت خطرها على المستهلكين.
وقد كشفت دراسة حديثة أن معدلات السمنة ترتفع سريعاً بين مراهقي الأسر الفقيرة في الولايات المتحدة، وقال ريتشارد ميش، أخصائي علم الاجتماع في جونز هوبكنز الذي قاد البحث أن "معدلات السمنة بين الفئة العمرية من 15 إلى 17 عاماً ارتفعت بواقع 50 بالمئة بين الأسر الفقيرة مقارنة بتلك الميسورة"، كما بينت تلك الدراسة أن الحالة الاقتصادية ترتبط بالعديد من المشاكل الصحية كالايدز وأمراض القلب والسرطان، ويتضح عدم تكافؤ المعدلات حيث تتيح القدرات المادية للأغنياء طلب المشورة الطبية وتغيير نمط حياتهم، وهو ما يعجز عنه الفقراء.
وأوضح فيلاند كيس مدير جامعة لايبزيج أن الدراسات العالمية تشير إلى ربط واضح بين الظروف الاجتماعية الصعبة ومخاطر إصابة الأطفال بالسمنة، وقال إن الأطفال الذين ينحدرون من أسر تعاني من نقص التعليم أو الفقر لا يتم غالبا تغذيتهم بشكل سليم، كما أنهم لا يتحركون بشكل كاف، وأكدت أحدث الأبحاث الطبية البريطانية أن العلاقة بين الفقر وتدني مستوى الدخل والوفيات المبكرة ما تزال ''وثيقة'' و''قوية''، كما كانت عليه منذ ما يقرب من قرن كامل، وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من التقدم الطبي والرعاية الصحية المتطورة وتحسن المستوى الاقتصادي والاجتماعي للكثيرين إلا أن الفقر ما يزال يلقي بظلاله وتبعاته الثقيلة على صحة الإنسان، ويؤكد ارتباطه بكثير من حالات السمنة والوفاة المبكرة، وأوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام السياسة المالية للتأثير على أسعار المواد الغذائية، وذلك "بطرائق تشجّع على تناول الطعام الصحي"، وأفادت منشورات منظمة الصحة العالمية أنه وبالرغم من اتساق هذا الأمر مع الاهتمام المتزايد عالمياً بتأثير السياسة المالية على النظام الغذائي تبقى البينة الداعمة لاستخدام الضرائب ضعيفة، ويعكس وباء السمنة الحالي بيئةً غذائية "مولدةً للسمنة ".
وفي منطقة عجلون ما تزال البيئة المحيطة مولدة للسمنة وغير مشجعة على الرياضة إطلاقا، بل إن الظروف الصعبة التي كنا نعيشها ونحن أطفالا صغارا كانت أقل سوءا مما هو موجود حاليا، فكنا في بلدتي (الهاشمية) نذهب إلى ملاعب خارج القرية "مناطق اشلا وعبريثا والميسر والقطاطين وملعب المدرسة الثانوية للبنين" ونعقد مباريات بين الصفوف وأحيانا بين العشائر..، وكانت إدارة المدرسة تشجع الطلبة على المشاركة بالمباريات الرياضية.. وقد حققت نجاحات ملموسة وخصوصا بكرة الطائرة..، أما اليوم فمعظم المدن والقرى والتجمعات السكانية لا يوجد فيها أماكن لممارسة الرياضة بالنسبة للشباب، فما بالك بالنسبة للبالغين والكبار والنساء، أما طلبة المدارس فهم يعانون أيضا من ندرة توفر الملاعب والأندية أو الأماكن التي يمكن لهم أن يمارسوا فيها الرياضة، وقد كنت معلما بمدرسة ثانوية بمنطقة عجلون وليس فيها أي ملعب أو ساحة، سوى "بورد" سلة معلق على جدار أحد الصفوف وحوله ساحة صغيرة لا تتجاوز أبعادها 6 في 8 مترا، وفيها أكوام من الحجارة، وكان الطلبة لا يمارسون أي نوع من الرياضة سوى الجري في شوارع القرية، وما تزال حصة الرياضة ليست ذات أهمية بحياة الطلبة.
يا جماعة الخير..، يا أصحاب القرار..، مشكلة السمنة في الأردن هي مشكلة فقر مادي وعلمي وثقافي بالدرجة الأولى، وهي مشكلة انشغال الأردنيين بالليل والنهار بالسعي لنيل لقمة الخبز؛ فليس لديهم وقت لممارسة أي نوع من الأنشطة الرياضية التي يحبونها أو يرغبون بممارستها، وإن وجد الوقت فليس هناك أمكنة أو مؤسسات أو نوادي أو ملاعب تستوعب الشباب، أما الكبار والنساء والأطفال فليس لهم أمل منذ هذا الوقت وحتى 99 سنة قادمة في إيجاد أماكن يمارسون بها الرياضة، وإذا كان أحد القراء متمكنا من ممارسة رياضته المحببة في مكان مناسب فهو من أسعد الناس بالأردن، والسمنة في الأردن هي مشكلة عدم الحصول على طعام صحي، والناس - الله وكيلكم – نازلين بالمعلبات و"الهمبوجر" والأغذية السريعة الرخيصة "الفاست فود"، وإذا أردت "غلاية" بندورة فأنت "بورجوازي" ومن طبقة "الهاي لايف".
عامر غرايبة amergharaibeh@hotmail.com

الصادق سابق والصابر لاحق والغافل غارق

سعة الفكر تزيد في الايمان ، وذكر النعم تزيد في المحبة

صفات القلوب في الدنيا ، لباس الاجساد يوم القيامة

من جلب لنفسه الاعذار فقد ظلمها

لا تقطع حبل رجاءك من الله ولو بعمل صالح تعمله

حقيقة التقوى ان لاتعص الله في الخلوه

الرضا راحة للقلب والقناعة راحة للنفس وهما اصل السعادة

في الاخرة عقبة شديدة لايتجاوزها الا المخلصون!

ذا نافسك الناس على الدنيا فاتركها لهم واذا نافسوك على الاخرة فامض معهم

اختر من الاصحاب الاخيار في الدنيا من تود مجاورتهم في الجنة

اول الغيث قطرة ، واول البكاء عبرة،واول السير خطوة

مااخذ من غير حله ، وضع في غير محله

اذا تعسر امر فلا تيأس ، فالمعارك تنجب الاقوياء

ارغب في صغائر الخيرات فانها تعظم عليها الحسرات

قلة مع اتقان خير من كثرة مع نسيان

كل درهم تنفقه في معصية الله فانت بذلك: خائن وجاحد ومسرف

القرب على قدر المحبة ، والاثر على قدر التعظيم

التقوى خير زادك ، وحسن الخلق راس مالك

من علامات المحبة: كثرة ذكر المحبوب

مكانتك عند النبي على قدر مكانته عندك صلى الله عليه واله وسلم

لباس التقوى تقوى القلوب ، وتقوى القلوب تعظيم شعائر الله

اذا رايت عيبا من احد : فاستره واحسن الظن به وانصحه

من رضي بالدون فهو تحت التراب مدفون

من رضي بالغفله لم تنفعه المهله

من فكر بالتوبة قبل الذنب وقع فيه ثم لا يتوب

طلب الارداة قبل تحقيق التوبة غفلة

لماذا يصاب الأردنيون بالسمنة والسكري؟ - عامر الغرايبة