زهــرة الــجـارديـنــيــا

أحببته كما أحب زهرة الجاردينيا ، كان ينظر إليها برفق ويتأملها وكم كان ينتظر الوقت الذي ستزهر فيه لتفوح منها رائحة الحب والعشق.
كنت أغار منها فكم استغرق بالنظر إليها أكثر مني ، وكم شعرت بأنه يهملني من أجلها ،وعندما كنت أصارحه بذلك يضحك ثم يداعب شعري ويهمس لي: بل هذه الزهرة تغار منك ..
كنت أجد كلامه هذا هراء وسخرية من مشاعري المضطربة ،فاتركه وزهرته وانصرف ، لكن ما ألبث وأعود إليه وحينها كان يخبرني : أنني ما زلت لا أدرك كلامه فكنت أصرّ عليه بقولي : لا تقل كلامك المجازي معي ، دعه لقرائك ، وأبقيني بكلام مفهوم . لكنه يبتسم مرة أخرى ويقول : يا طفلتي المدللة ، أتغارين من زهرة : أنتِ إذا أجمـل ورودي ....
قد كنت متسرعة ، فأبادله القول : بل زهرة الجاردينيا تلك هي حبيبتك ولست أنا ، ربّما تنسى وجودي إن رأيتها متفتحة . كان يصمت حينها ثم يقول : أيتها المدللة ، لا تتفتح هذه الزهرة إلا مرة في السنة وتفوح منها رائحة جميلة وبعد ليلتين تذبل وتموت ، أتحاسبينني إن اهتممت بها ليومين ؟
ليس الأمر كذلك، لكنك دائمًا تأتِ على ذكرها وعندما تتفتح تبقى محدقا بها ، حتى أنك ألفت لها إحدى كتبك وسميته باسمها وجعلتها محبو بتك الأولى وحافظة أسرارك المخلصة .
أيتها المدللة، ما زلتِ لم تفهمي كلامي وتراك حتى لم تقرئي هذا الكتاب !!
حسنًا ، لقد فعلتْ ولم أقرأه بالذات ، ولمَ أفعل وأنتَ دائمًا تأتِ على ذكراها وتغفل عني ......
إذاً اقرئيه.........إلى الحبيبة المدللة............ أَتقصِدُني أنا ! ومن غيركِ يا طفلتي...
حسنًا كما شئتَ لن أزعجكَ وسأدعكَ تراقب حبيبتك ، وتودعها . أيتها المدللة أتغارين من زهرة ؟!
كان ذلك الحوار الأخير الذي جمعنا معًا، عدتُ للمنزل وفتحت ذلك الكتاب لم أكن متلهفة لقرأته بقدر ما كنت أرغب بإثبات نظريتي له ودعم أقوالي.
فتحته وبدأتُ بالقراءة كان زاخرًا بالعواطف فاستوقفتني إحدى الجمل: " حبيبتي........ كم انتظرتك صيفًا وشتاءً لأتمتع برؤيتك تزهرين ، كانت رؤيت أوراقك تتفتح الواحدة تلو الأخرى يغمرني بالسعادة كأنني أرى المشهد للمرة الأولى ، وكنتِ تمثلين لي الحب و الجمال والرقة ، وتدفعينني لعشقك فأجد نفسي أمامك طائعًا غير قادرٍ على إيلامك ........"
حزنتُ لأنه يصفها بصفاتٍ لم يذكرها لي ، فألقيت الكتاب وأقسمتُ ألا أعاود قرأته ، وكم رغبت بمكالمته لكني ترددتُ فأسفي أنه كلُّ حياتي وأنا بالنسبة له لم أرق َلمستوى تلك الزهرة .
لكن بسبب ما دعاني لاستمرار بالقراءة بالواقع وجدته ملقًا على الأرض على صفحة ما ، فأمسكته وبدأت بالقراءة : " حبيبتي ........أنتِ طفلتي المدللة ...... وزهرتي الهادئة لا تهملي مشاعري ، لا تحاولي تركي وحيدًا لعامٍ أخر ، مجددًا تفعلين ذلك ، أي جبروتٍ هذا الذي تمتلكين ؟ وأي مقدرةٍ هذه التي تمنحكِ القوة لتركي وحيدًا كلّ عام ، لمَ تفعلين ذلك وأنتِ كلُّ حياتي ، لمَ تتصرفين بهذا البرود ؟ وتهجرين قلبي دون دمعة تطفأُ نيران اشتياقي ! تغادرين قلبي وتبتعدي بلا رحمة ...
لمْ استطع متابعة كلامه، إذ أنه هزّ مشاعري لمَ أنا أنانية ودائما أفكر بنفسي ولا أمنحه حتى فرصة استمتاعه بزهرته المفضلة، لماذا أبالغ في أنانيتي ودائمًا أطلب منه ولم أفكر قط برغباته.....فذرفت دموعي لا أذكر لمَ لكنها ردّ غير إرادي إذ تذكرت كيف أنني قاسية عليه وباردة المشاعر ، وما يهمني منه أن يفعل ما أريد وما يهمه لا أكترث حتى للتفكير قليلا فيه ، ثم قررت متابعة القراءة لكن هذه المرة أغمضت عيناي وحاولت أن أفتح الكتاب فكانتْ هذه الصفحة :
" حبيبتي.......متى ستكبرين ....أخاف عليك وأنتِ تهملين مشاعري ولا تكترثين، تدعينني وحيدًا وتغادرين بسرعة دون تبرير لأحزانك أو حتى محاولة فهم مشاعري، وتكتفين بالصمت حلاً، ترفضين الإنصات لمشاعري المضطربة، ودائما ما كنتِ تحاولين الهرب من آهاتي تاركتًا قلبي حبيس غيرتك التي لا تنتهي . من قال لكي أنني أحب ابتعادك؟ تدركين حبي المجنون لك ورغم ذلك تصرّين إيلامي ! ........"
لم أرد تصديق ما فهمته ، لم أرد أن أصدق أنه يقصدني بكلامه ، وما زهرة الجاردينيا إلا تعبيرًا عنّي ليس إلا ولأنفي ذلك تابعت القراءة على أمل إثبات العكس .
" حبيبتي ، بكل الفصول أحبك ، سواءٌ أكنتِ متفتحة و مشرقة أم لا أحبك ، سواء أكنتِ تدركين مشاعري أم لا أحبكِ . ستبقي دائمًا طفلتي المدللة وحبيبتي في الماضي والحاضر وطوال عمري ستكونين هوائي وسأكون لك أنفاسكِ ، فأنتِ روحي يا صغيرتي المدللة ، وأثق أنك ذات يوم ستدركين مشاعري فأجدك تفتحين الباب وتقولين لي: أحبكَ . حينها فقط أثق بأنك لن تغادريني بل ستبقي مزهرة متفتحة طوال حياتنا .........."
لكني فوجئتُ فما أردت إثباته بالبداية أراه خاطئا ولا أساس له ، وما حاولتُ نفيه في النهاية أرآه واقعا لا مبالغة في إدراكه.
كان يقصدني منذ البداية كنتُ أنا له زهرة الجاردينيا وما روايته تلك سوى خطابٌ مبطن لي ، لكن ما نفع إدراك الحقائق بعد ما جرى ، ما قيمة أن نستوعب الواقع عندما نستوعبه في الوقت الضائع . كان ذلك الكتاب هديته لي وكنتُ أنا زهرته المفضلة، وما نفع كلامي وقد ودعته بطيش وبطفولة، لمَ حكم علي القدر أن أبقى طفلة معه وأن لا أكبر إلا عندما غادر بعيدا ؟ بعيدا جدًا، آه كم أحبه، لكن ما نفع الصراحة بدون البشر ؟ ما الفائدة من إخباره بحبي الشديد له وهو في أحضان التراب.......
أنا الآن أبكي وقد مضى على فراقه عامان لكني ما زلتُ أشعر ببعض الغيرة رغم كل ذلك فقد بقيت تلك الزهرة بجانبه حتى بعد موته ، وما زالت تزهر كل عام على قبره ، أما أنا فقد حرمت من ذلك ..............
:cup: هذه أول قصة لي أقوم بنشرها..........:sm141:

الصادق سابق والصابر لاحق والغافل غارق

سعة الفكر تزيد في الايمان ، وذكر النعم تزيد في المحبة

صفات القلوب في الدنيا ، لباس الاجساد يوم القيامة

من جلب لنفسه الاعذار فقد ظلمها

لا تقطع حبل رجاءك من الله ولو بعمل صالح تعمله

حقيقة التقوى ان لاتعص الله في الخلوه

الرضا راحة للقلب والقناعة راحة للنفس وهما اصل السعادة

في الاخرة عقبة شديدة لايتجاوزها الا المخلصون!

ذا نافسك الناس على الدنيا فاتركها لهم واذا نافسوك على الاخرة فامض معهم

اختر من الاصحاب الاخيار في الدنيا من تود مجاورتهم في الجنة

اول الغيث قطرة ، واول البكاء عبرة،واول السير خطوة

مااخذ من غير حله ، وضع في غير محله

اذا تعسر امر فلا تيأس ، فالمعارك تنجب الاقوياء

ارغب في صغائر الخيرات فانها تعظم عليها الحسرات

قلة مع اتقان خير من كثرة مع نسيان

كل درهم تنفقه في معصية الله فانت بذلك: خائن وجاحد ومسرف

القرب على قدر المحبة ، والاثر على قدر التعظيم

التقوى خير زادك ، وحسن الخلق راس مالك

من علامات المحبة: كثرة ذكر المحبوب

مكانتك عند النبي على قدر مكانته عندك صلى الله عليه واله وسلم

لباس التقوى تقوى القلوب ، وتقوى القلوب تعظيم شعائر الله

اذا رايت عيبا من احد : فاستره واحسن الظن به وانصحه

من رضي بالدون فهو تحت التراب مدفون

من رضي بالغفله لم تنفعه المهله

من فكر بالتوبة قبل الذنب وقع فيه ثم لا يتوب

طلب الارداة قبل تحقيق التوبة غفلة

زهــرة الــجـارديـنــيــا