معلمتي الفاضلة..راحت عليكِ

تاريخ النشر : 25/03/2010
معلمتي الفاضلة..راحت عليكِ
اسم الكاتب : سهام البيايضة

معلمتي الفاضلة.. التربية والتعليم في بلادي موضوع اكره الكتابة فيه..فلقد اكتفيت منه ولا ارغب بالعودة إليه ...لكن من أجلك اكتب الآن، لأني اعرف أن همك الكبير لا احد يشعر به.. ارتأيت البوح بألمي وأواجه موقفي، لان ما أنت فيه لا تنفع فيه استقالة وزير أو نقابة معلمين ولا حتى خصخصة أو طفرة! وإن ما يحدث الآن ليس من أجلك..ولخاطر عيونك ، وكما تعلمين أنها ليست برمانه وإنما القلوب على الحكومة من الفقر مليانه ..وهي ليست بأزمة طارئة تحل بزيادة راتب أو بكلمة تهدئة خاطر!اسمحِ لي أن أقول كلمتي: ... في صبيحة يوم جنوبي الهوى قالت لي عرافة ذاتي: الأمور ليست على ما يرام..بدأت تخسرين ذاتك في نظام يستنزف وجد القلوب ويهلك العقول، ويذيب الرغبة في العطاء ويعتصر نداوة الانتماء..اهربي قبل أن يأتي الطوفان والتزمي بمن يحبك ويخاف عليك، ويخجل على هيبتك، ولا يبحث عن أخطائك في دنيا المحرمات والقوانين.. اترك ما تحبين..-الله يعينك- ..والتزمي بيتك وارتدي رداء القانطات فلن يفيدك عملك ،إلا إرهاصا ً،إرباكاً واجتراراً.وقد تساقطت أحلام الإبداع... في زحمة الصفوف وافرازات الحرية والانترنت ..ولن تكونِ في يوم من الأيام أكثر من مديرة مدرسة وان شددت حيلك !!ستكونين مديرة تربية..ياااا فرحتك.!!

حملت أوراقي وذكرياتي وهربت ..ابتعدت ..تركت بيتي في مزرعة الزيتون وفي عمان سكنت..لا أريد أن أرى مدرسه ولا مدراء تربية يجمعون قريباتهم وبنات عشائرهم ويساندون فشل الأقرباء.. ويقفزون عن إبداعات الغرباء..يجمعونا قطعان اجتماعات.. .يسقطون احباطاتهم ويزيحون تخبط سياساتهم، يغرقونا بسجلات استهلكت الحبر والدواة.. اكتب، سجل، وثق، اخصم، استجوب، اخنق ضيق اقتل كل إبداع، و موازنة مدرسية تستند على طالب!

يقال لها تبرعات في دولة المؤسسات ، تأن وتنوح من جيوب الأهالي، وما أدراك بأوضاع الأهالي!! ..حتى بعضهم ممن وجد هامش رفاه في وسط جنوبي يتذبذب أقصى حراكه الاجتماعي والاقتصادي بين مطلق ومدقع! كانوا أحوج الى الاحتفاظ بكبرياء العشيرة ، فلا احد، إلا لذعته سياط الحاجة وقلة الحيلة، يقلبون أوضاعهم ذات اليمين وذات الشمال بين ديون وأقساط بنوك وقروض، لنخرج بحصيلة تبرعات تتمزق على درج العام ، لا تكفي لسهرة عيد ميلاد طفل انتفخت وجنتاه واتسعت خاصرته في بيت على أطراف عبدون أو دابوق ، غير مدرك أن كعكة ميلاده ثمنها موازنة شهر ربطات خبز ، و لا تكفي لشراء "زرافيل" أبواب أو بدل زجاج نوافذ تكسر.. لنتقي برد الشتاء وفي الصيف يعود أطفال الحي لتحطيمها. بعيدا عن نظر الحارس..وأي حارس ؟ توسط له النائب والوزير والباشا ليصل الى هذا المسمى الوظيفي ! من اجل معاش وبطاقة صحة بيضاء، وراتب تقاعد مرهون لمائة عام..من يلومهم في جنوب الفقر والحاجة ؟! .

.ومعلمات!.-.ا

خخ يا وجعي الذي تركته خلفي!!- تلبسهن الديون والأقساط لباسا. وقروض بنك الإسكان ! عجلت بتشققات اليدين وانكماش الخدين، وضياع النضارة.. في انتظار آخر الشهر، وراتب (يا ليتك زرعت عوضا عنه بقدونس وزعتر في حاكورتك لقيل عنك سيدة أعمال!!).. أو "معاش" فتفت بالقرش.. بالمليم حتى آخر نكله،بين أقساط للبيت الذي وضعت أعمدته ليشهد على شطارتك وحرصك أمام حماتك وسلافاتك ..وإلا اتهمت " بالإسراف والتبذير".

(.إسرافاً.. كيف؟؟وتبذيراً.. أين؟؟.أتعجب!!) و حضانة الأولاد وحليبهم ولقيمات يتزعمها عدس احمر أو جريش اصفر ..ويا ليت هناك شيء باق يكفي علبة كريم مطري من المؤسسة الاستهلاكية تدللين بها نفسك كلما هبت رياح السموم الجافة، التي تأخذ ريعان الشباب سنة بعد سنة، من زمن البناء والتأسيس ، يمتصها البيت، وسيارة -نص عمر-، وأثاث كان ثمنه لحظات عدت من غير رجعة، أنهكت القوى وحصرت معاني الحياة ومفاهيمها ،و مع انتهاء البيت والأقساط خرجت كوبرا الأقساط الجامعية برأسها .. لتنقض على البقية.. ويعود مسلسل التقليب ذات اليمين وذات الشمال بين بنوك وجمعيات وتالي عقد أو سوار ..فينحني الظهر وتذوب غضاريف الركب ويظهر الضغط والسكر.. مربيتي الفاضلة.. وأم أولادي ....يا الله كم تغيرت! كم كبرت وهرمت! ..أنا الآن ما عدت احتاجك..ابقي مع أولادك أو عودي لأهلك .. بعد أن انتهى البيت وجددت السيارة.. أصبح عندي فائضاً!!...لقد مللت ردائك الشتوي وذلك الصيفي وشالك السكري.. حتى حذائك منذ أعوام لم تغيريه وكأنه التصق بأقدامك...متى نظرت آخر مرة لوجهك؟ اشك ..أن تملكين مرآة يا.. يا..أخطيء.. إن قلت.. امرأة..أنت مخلوق مقهور..هل لاحظت شيبك تحت شالك..هل تعلمين كم طول شعرك؟..اعذريني يا معلمة الأجيال..من حقي أن ابحث عن سعادتي.. عن شبابي الذي ضاع ..أريد أن تهدينِ حبيبتي وردة..وقارورة عطر..أن ارتدي شورت وتي شيرت بدون أكمام وأسير حافياً مع حبيبتي على رمال شاطئ العقبة..بدون أقساط.. بدون موازنة..انك تذكريني بفقري.. بأيام قهري أريد أن الحق بقطار الحياة الذي تركته قبل عشرين عاما يوم تزوجتك..ابقي مع أولادك ...أو اخرج مظاهرات أو شاركِ في اعتصامات ..ابحثِ عما ينقذك..أو يفيدك..إن استطعت.. .أما أنا فذاهب لحبيبتي. اعذريني إن قلت لك:راحت عليكِ !!!

الصادق سابق والصابر لاحق والغافل غارق

سعة الفكر تزيد في الايمان ، وذكر النعم تزيد في المحبة

صفات القلوب في الدنيا ، لباس الاجساد يوم القيامة

من جلب لنفسه الاعذار فقد ظلمها

لا تقطع حبل رجاءك من الله ولو بعمل صالح تعمله

حقيقة التقوى ان لاتعص الله في الخلوه

الرضا راحة للقلب والقناعة راحة للنفس وهما اصل السعادة

في الاخرة عقبة شديدة لايتجاوزها الا المخلصون!

ذا نافسك الناس على الدنيا فاتركها لهم واذا نافسوك على الاخرة فامض معهم

اختر من الاصحاب الاخيار في الدنيا من تود مجاورتهم في الجنة

اول الغيث قطرة ، واول البكاء عبرة،واول السير خطوة

مااخذ من غير حله ، وضع في غير محله

اذا تعسر امر فلا تيأس ، فالمعارك تنجب الاقوياء

ارغب في صغائر الخيرات فانها تعظم عليها الحسرات

قلة مع اتقان خير من كثرة مع نسيان

كل درهم تنفقه في معصية الله فانت بذلك: خائن وجاحد ومسرف

القرب على قدر المحبة ، والاثر على قدر التعظيم

التقوى خير زادك ، وحسن الخلق راس مالك

من علامات المحبة: كثرة ذكر المحبوب

مكانتك عند النبي على قدر مكانته عندك صلى الله عليه واله وسلم

لباس التقوى تقوى القلوب ، وتقوى القلوب تعظيم شعائر الله

اذا رايت عيبا من احد : فاستره واحسن الظن به وانصحه

من رضي بالدون فهو تحت التراب مدفون

من رضي بالغفله لم تنفعه المهله

من فكر بالتوبة قبل الذنب وقع فيه ثم لا يتوب

طلب الارداة قبل تحقيق التوبة غفلة

معلمتي الفاضلة..راحت عليكِ