أبحاث عالمية ومحلية حول
أمراض الكلى
جدة: د. عبد
الحفيظ خوجة
تُختتم اليوم الخميس في جدة أعمال المؤتمر السنوي الأول
للجمعية السعودية لأمراض الكلى والذي نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز
الأبحاث بجدة بالتعاون مع الجمعية السعودية لأمراض الكلى واستمر لفترة
الأيام الثلاثة الماضية.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» تحدث الدكتور سعيد محمد الغامدي، رئيس
اللجنة المنظمة للمؤتمر واستشاري أمراض الكلى ورئيس قسم الباطنية ومدير
وحدة الكلى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، فقال إن نسبة
الإصابة بأمراض الكلى التي يعاني منها العالم أجمع تتفاوت من بلد إلى آخر،
فتعتبر مثلاً الولايات المتحدة الأعلى نسبةً في العالم، حيث تصل إلى 240
حالة جديدة لكل مليون من السكان في العام الواحد، وتنخفض النسبة في بعض
الدول الأوروبية إلى 60 حالة جديدة لكل مليون من السكان في السنة. ويضيف
الدكتور الغامدي أن الكلى السكرية تعتبر الأهم من بين أمراض الكلى التي
تصيب الإنسان، ويليها في ذلك ارتفاع ضغط الدم وتأثيره السلبي على الكلى ثم
التهاب الكبيبات الكلوية الحاد والمزمن وكذلك أمراض الكلى الوراثية.
* فشل كلوي وعن تعريف الفشل الكلوي، يقول إن هناك نوعين من الفشل الكلوي،
الفشل الكلوي الحاد، وهو توقف تسارعي حاد عن العمل وهو قابل للاسترجاع،
وهذا يعني أن المريض الذي يصاب بهذا المرض سيتمكن من استرجاع وظائف الكلى
إذا تم التدخل العلاجي في الوقت المناسب. أما النوع الثاني فهو الفشل
الكلوي المزمن، وهو عبارة عن تدهور بطيء ومستمر وغير محسوس وهو غير قابل
للاسترجاع، مما يعني أن المريض المصاب بالفشل الكلوي المزمن لن يعاني من
أعراض مرضية في اغلب الحالات حتى يصل الفشل الكلوي إلى مرحلة متدنية يصبح
المريض عندها مصابا بالفشل الكلوي الدائم والذي يحتاج إلى العلاج بالغسيل
الدموي أو إلى زراعة كلية.
ويوضح الدكتور سعيد محمد الغامدي أن حجم الفشل الكلوي في السعودية في تزايد
مستمر كما يتضح من إحصائيات المركز السعودي لزراعة الكلى، فهناك ما بين
100 ـ 140 حالة جديدة لكل مليون من السكان في السنة الواحدة، ويوجد حاليا
ما يقارب من الثمانية آلاف مريض يعالجون من الفشل الكلوي عن طريق العلاج
التعويضي. وعن العوامل المسببة للفشل الكلوي، يكرر الدكتور الغامدي مؤكداً
أن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم يعتبران السببين الرئيسيين، ولكن هناك
أسبابا أخرى مثل أمراض الكلى الوراثية وغيرها.
* دراسة بريطانية
* قدم البروفيسور عبد المجيد النحاس، من معهد الكلى، شيفيلد، المملكة
المتحدة دراسة عن «مرض الكلى المزمن والسمنة» Obesity and CKD استعرض من
خلالها النظريات التي تكمن خلف العبء المنتشر في العالم حالياً وهو
«السمنة» وارتباطه بأسلوب الحياة الغربية. وتطرق للآليات المرتبطة بالسمنة
وقام بمراجعة متلازمة الاستقلاب (التمثيل الغذائي) ومرض الكلى المزمن.
وأشار إلى أن عدد المصابين بمرض السمنة يرتفع بشكل مستمر وعلى مستوى
العالم، ولقد أثبت تقييم تم إجراؤه بأن عدد مليار من سكان العالم مصابون
بمرض السمنة، وتعتبر نسبة 60% من عدد السكان في البلدان الغربية مصابون
بهذا الوباء الشامل والذي يرتبط تأثيره بموضوع انتشار أمراض مثل السكري
وارتفاع ضغط الدم ومرض الكلى المزمن. ومن المعتقد أن الذين يعانون من زيادة
الوزن والسمنة المفرطة هم في خطر متزايد للإصابة بأمراض مثل البيلة الآحية
أو البروتينية proteinuria ومرض الكلى المزمن CKD وأن متلازمة الاستقلاب
المصاحبة لمرض السمنة تؤدي للتعرض للإصابة بمرض الكلى المزمن. وقد عرض
البروفيسور نحاس في بحثه، أدلة تجاربية عن هرمونات السمنة وعلاقتها
بالندبات الكلوية. كما ناقش الفرص العلاجية للوقاية الأولية والثانوية من
السمنة وما يتبعها من مرض الكلى المزمن.
* دراسة محلية
* وقد قدم البروفيسور محمد الحمراني، من جامعة الملك خالد بأبها وزميل
برنامج الكلية الملكية من كندا وأميركا، بحثاً حول سبب آخر شائع من أسباب
الفشل الكلوي وهو «التدخين»، فاستعرض في ذلك البحث التأثيرات السلبية
للتدخين والآليات المحتملة، وأكد على أن التدخين هو من أهم عوامل الخطورة
التي ينتج عنها العديد من المشاكل الصحية، ومع أن الفحوصات قد أظهرت
التأثير السلبي للدخان على أمراض الكلى، فعلى ما يبدو تم إهمال مثل هذا
الدليل لعدة سنوات، كما يقول البروفيسور الحمراني، الذي أضاف أنه في عام
1997 قام أخصائيو الكلى بملاحظة أن التدخين هو عامل الخطر الرئيسي. واستنتج
في بحثه أن المعرفة الخاصة بالتأثير السلبي للتدخين قد تنامت في الأعوام
القليلة الماضية. وقد تم تحديد ومعرفة المرضى الأكثر عرضة للتأثر بمضار
التدخين على الكلى. وهذه التأثيرات الضارة أكثر ما يتم ملاحظتها لدى الرجال
(وخصوصاً كبار السن) ولدى المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول أو
الثاني، ولدى مرضى زراعة الكلى وأمراض الكلى الأولية.
* برامج الوقاية من مرض الكلى المزمن > قدم في هذا المؤتمر البروفيسور
عبد المجيد النحاس من معهد الكلى، شيفيلد، المملكة المتحدة، معلومات علمية
خاصة بدراسات إحصائية عن الناس لخطر الإصابة بمرض الكلى المزمن CKD مثل
مرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى السكر، وأشار إلى أن الدراسة التي لا تُبنى على
إحصائيات تُعتبر غير واقعية وغير مؤثرة ولا تستأهل التكلفة التي أُنفقت من
أجل عملها. كما ناقش مسائل تتعلق ببرامج الدراسات الإحصائية المسحية.
وتطرق أيضاً إلى مسائل مثل التمويل والسياسات المتعلقة ببرامج منع وكبح
والوقاية من مرض الكلى المزمن.
وأوضح البروفيسور النحاس أن المجتمع الطبي والمسؤولين عن الصحة في العالم
يواجهون في الوقت الحاضر انتشاراً عالمياً يشبه الوباء لمرض الكلى المزمن
وهو مرتبط بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، ومن المتوقع أن عدد المرضى
المصابين بداء السكري سوف يتضاعف على مدى الخمس عشرة عاماً المقبلة وسيصل
إلى نسبة 30% من عدد السكان في العالم عدا المصابين بارتفاع ضغط الدم
الجهازي systemic hypertension. وبأخذ ذلك في الاعتبار ينمو الاهتمام بعدد
الأفراد الذين يعانون من مرض الكلى المزمن على مستوى العالم. ولقد تم تقديم
النظرية التي تشير إلى أنه في بعض البلدان نسبة 10% من عدد السكان متأثرين
من ذلك. وأكد الدكتور سعيد الغامدي أهمية إتباع الإجراءات الوقائية للحد
من الفشل الكلوي وذلك من خلال التحكم في علاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم
بطريقة مثالية للتقليل بشكل كبير من تأثيرهما لما لهذين المرضين من علاقة
وطيدة بشدة المرض، هذا بالإضافة إلى السمنة والعادات الغذائية السيئة
كتناول سعرات حرارية كبيرة مع قلة الجهد والحركة.
وأشار إلى النصائح التالية:
ـ ضرورة مراجعة الطبيب عند الشعور بأي عارض مرضي.
ـ علاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم بطريقة جيدة مع المتابعة المنتظمة.
ـ عدم تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات بدون استشارة الطبيب.
ـ الكشف الدوري بمعدل مرة واحدة على الأقل كل سنة خاصة بعد سن الأربعين.
ـ مكافحة السمنة.
ـ الإقلاع عن التدخين.