أمل جديد في علاج سرطان الكبد
يهاجم عدة أهداف في الخلايا السرطانية
ويثبط تكاثرها بأكثر من طريقة
| فحص شعاعي للكبد للتحري عن الالتهابات فيه |
|
جدة: «الشرق
الأوسط»
يعتبر سرطان الكبد الأول في المملكة من حيث الانتشار، حيث تبلغ
نسبته بين السرطانات الأخرى 10.2% عند الذكور و4.1% عند الإناث على
التوالي بين السرطانات الأكثر شيوعاً، وفقاً للسجل الوطني للأورام بمستشفى
الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
وعن حجم مشكلة سرطان الكبد ونسبة انتشاره عالميا تحدث الى "الشرق الأوسط"
الاستاذ الدكتور عبد الرحمن جازيَِه، استشاري ورئيس قسم الأورام بمدينة
الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني ومدير مركز علاج السرطان الأستاذ
بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية ورئيس قسم الأورام سابقا بجامعة سنسناتي
في أوهايو، مشيرا الى أن سرطان الكبد يعتبر من أكثر الأمراض السرطانية
شيوعاً في العالم، إذ يأتي في المركز الخامس عالمياً، حيث يصيب ما يزيد عن
500.000 شخص كل عام و80% من هذه الحالات في آسيا وأفريقيا.
* التهابات الكبد ويضيف أ. د. عبد الرحمن جازيَِه أن هذا المرض يحتل مرتبة
أعلى في دول العالم الثالث ومنطقة الشرق الأوسط حيث تعتبر التهابات الكبد
"بي" و"سي"، شائعة في منطقتنا. أما عن تلوث بعض الأغذية النباتية ببعض
انواع الفطر المفرزة لمادة الافلاتوكسين فهي الأقل انتشارا بين أسباب سرطان
الكبد. ومن أهم الأسباب التي تؤدي الى سرطان الكبد تليف الكبد الذي ينتج
عن أسباب عديدة، منها:
ـ الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع ب وسي (HBV, HCV ).
ـ ترسب عنصر النحاس أو الحديد في الكبد نتيجة زيادة نسبتهما في الجسم.
ـ أمراض المناعة الذاتية التي تنتهي بتليف الكبد.
ـ كثرة الدهون.
ـ تعاطي الكحول.
سوء استخدام بعض الأدوية التي تؤثر في الكبد.
* الأعراض والتشخيص وتبدو على المرضى المصابين بسرطان الكبد اعراض وهن عام
وخمول مع نقص في الوزن، نقص الشهية، آلام باطنية، وقد يتغير لون الجلد
ويبدو مصفراً عندما يصاب المريض باليرقان (وهو اصفرار شديد بالجلد
وبالعينين)، وانتفاخ البطن نتيجة زيادة في سائل البطن.
وتتجلى أهمية الكشف المبكر في تشخيص سرطان الكبد بدرجة كبيرة، خاصة مع
المرضى المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية الذين يجب أن يخضعوا لمراقبة
طبية دقيقة يتم فيها أجراء فحص سريري للمريض مع متابعة تحليل وظائف الكبد
ومراقبة وجود نسبة مرتفعة من مادة بروتينية قد يفرزها سرطان الكبد تدعى
"ألفا فيتو بروتين" إضافة إلى فحص دوري بالأشعة فوق الصوتية أو الطبقية أو
المغناطيسية الخاصة بالكبد.
* العلاج والوقاية يختلف علاج سرطان الكبد حسب مرحلة المرض وحالة المريض
الصحية، فمثلا:
* إذا كان المرض في مرحلة مبكرة وحالة المريض جيدة: يمكن استئصال الورم
جراحيا، خصوصا إذا كان صغيرا وفي أحد فصوص الكبد، كما يمكن هنا إجراء زراعة
كبد، وتكون نسبة الشفاء عالية مقارنة بالمراحل المتقدمة.
* أما إذا كان المرض في مراحل متقدمة: فإن كافة الوسائل العلاجية المستخدمة
لا تعتبر علاجا ناجحا أو كافيا. وجميع الدراسات التي أجريت، حتى الان وقبل
ظهور الدواء الجديد "نكسافار" Nexavar))، لم تثبت انه يوجد علاج نوعي
متميز عن غيره بإمكانه إطالة عمر المريض بشكل ملحوظ.
* وكحقيقة علمية تأتي هنا أهمية هذا الاكتشاف الجديد "نكسافار" الذي أثبت
بدراسة مقارنة تضمنت أكثر من 560 مريضاً أن الدواء يطيل حياة المريض ويسيطر
على الورم لمدة أطول من العلاج بدواء غير فعال. ويبدو أن فاعلية هذا
الدواء ناجمة عن آلية عمله إذ يهاجم أهدافا عديدة في الورم.
إن "نكسافار" يهاجم أهدافا تساعد على تطورات الخلايا السرطانية وتكاثرها
وفي نفس الوقت يهاجم أيضاً أهدافا تساعد على نمو الأوعية الدموية التي تغذي
الورم وتساعد على انتشاره وبهذه الآلية يتم تثبيط الورم بأكثر من طريقة
واحدة. وتظل الوقاية من الإصابة بفيروسات الكبد هي الطريق الناجح للحد من
انتشار عدوى هذا المرض الخطير، سرطان الكبد، المستعصي العلاج، وذلك
بالتطعيم الاجباري ضد الالتهاب الكبدي الوبائي، وهو إجراء مطبق بالمملكة
منذ عام 1989 ، إضافة الى تجنب طرق انتقال الفيروس، والكشف المبكر عن
الاصابة به، مع المتابعة الدورية المنتظمة بالنسبة للمصابين بتليف الكبد.