علي احمد زائر
| موضوع: احداث الكرك وشلال الدم المنهمر في أسبوع؟! الإثنين أبريل 26, 2010 12:20 am | |
| سم الكاتب : د . نجود المجالي
استوقفنا ذهولاً, وباتَ القلبُ محسوراً, والجسدُ مرعوداً, والأذنُ مصعوقاً, والدمعُ مأسوراً, وصاحت الثكالى الايامى, واندثرت الأيتام, واحترقت الأبواب, وتهجر الأطفال والكبار, وتفرقت الأزواج, وغاب معيل الدار, وانطفأت الأنوار, وانسدل الظلام,
وبات الكل بالهم سيان , وبالعقل حيران, وبالدم قطران. نعم إخوتي القراء, فقد حصل كل ما سبق, نتيجة لثلاثة جرائم قتل عمد متفرقة بما يقارب أسبوع, وبنفس المنطقة, هنا سندلي بإيماءات العجب العُجاب , لما آل الناس إليه في هذا الزمان . ثلاثة جرائم قتل, وبنفس المنطقة ؟!! علينا هنا أن نقف مطوّلا مطولا مطوّلا وليس مرور الكرام, لنطرح العديد من الأسئلة التي باتت كالزلزال تحطم كل بنيان, وتلوح بالأذهان كالإعصار. تصرخ وتقول (لا تزهق روحي يا إنسان. لا تزهق روحي يا إنسان ) هل بات زهق الروح, كإطفاء سيجارة إنسان ؟!!ونحن في هذا الزمان؟! فسرعان ما يلقى الجاني, المجني عليه سائلا ؟ّ! هل أنت فلان؟! نعم ؟! ثم يعرج يده على زناد مسدسه, وملقيا الرصاصات في جسد المجنى عليه, ثم يزجيه طريحا في أرضه جثة هامدة مزجاة؟!! , لا ادري إخوتي القراء , كم اشعر بالأسى والحسرة على كل الضحايا التي باتت مأسورة للعقل المشؤوم ,تارة رجل مسن, وتارة شبان في ريعان الشباب, وجرحى فقدوا أعضاء من أجسادهم ؟
فهناك من الجرائم ما هي ثأر ومنها نتيجة مشاجرة, و أخرى نتيجة إثارة فتن من قبل أناس؟! (يعيثون فالأرض فسادا), أعزائي أجد على نفسي عاتقا أن اكتب, نعم سأكتب لن احجب الكلمة أبدا, إن الرصاصات التي يطلقها الجاني على البريء , إلى ماذا ستؤول؟! , إلى ماذا ستؤول ؟!سجل معي يا قلم......... سجل آهات الزمن؟! سجل ويلات المحن؟!.... .سجل زهقة روح إنسان بات للظلم مسجون, سجل صيحات اليتامى صغارا نُزِعت من أفواههم صرخة (أب ) مكلوم, سجل يا قلم ...... سجل صيحات الثكالى والأرامل باتت للأسى مدفون , سجل رب البيت بات غير موجود , سجل أطفالا تاهوا بين كنفات العصر غدور, سجل جلوة القوم بين العشائر محسور, سجل فراق البعولة وضياع البيت المسعود , سجل بيوتا صارت رمادا للهيب الحرق المسعور, سجل حروب الضغينة والعداوة بين الناس صارت جسور عبور؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! سجل يا قلم سجل؟!
........... لا ندري الى اين ستؤول بُعيد برهة من الزمان
يا الهي ما هذا, وكأنني احسب بخسائر معركة من المعارك, أو ويله من ويلات الحروب , إخوتي كما عهدتموني فأنا التمس الشفافية والموضوعية واستقي أقوالي من كتاب رب العزة, خالق الكون مزجي السحاب , ومولج الليل والنهار , وفاطر السماوات والأرض, ومعيد الخلق من جديد, نعم نستقي من كتاب رب العزة الذي هو منهج حياة, شريعة لكل زمان ومكان, وقال تعالى وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تتقون (البقرة,179) فالحكم لا بدان يكون بما شرعه الله تعالى (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ(المائدة,49) ان تحققت شروط القتل العمد, فالقاتل يُقتل, لكي لا تدور ويلات الثأر من جديد, وتكرار القتل, لان هذه النفس حرم الله زهقها :قال تعالى: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا(المائدة ,32) وَفِي السُّنَن " لَزَوَال الدُّنْيَا عِنْد اللَّه أَهْوَن مِنْ قَتْل مُسْلِم " ونوجه الأقوال التالية للقاتل (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطئًا) (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يُشِيرَنَّ أَحَدكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَان أَنْ يَنْزَغ فِي يَده فَيَقَع فِي حُفْرَة مِنْ النَّار. ". قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُسْلِم أَخُو الْمُسْلِم لَا يَظْلِمهُ وَلَا يَخْذُلهُ التَّقْوَى هَاهُنَا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ) وقال " كُلّ ذَنْب عَسَى اللَّه أَنْ يَغْفِرهُ إِلَّا الرَّجُل يَمُوت كَافِرًا أَوْ الرَّجُل يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا. اما (القول الذي نوجهه (لأبناء المقتول), (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا(الاسراء ,33) فلديكم السلطه على القاتل إن شئتم القصاص وان شئتم العفو عنه. ويقول رب العزة(لا تسرف بالقتل ) أي لا تقتص من غير القاتل, ونوجه آخر نداء لأبناء المقتول , ليحقنوا الدماء ويفضوا إلى السماء, يلوذوا لله العزيز القدير بالدعاء بأن يؤجرهم بمصيبتهم, ويخلفهم خيرا منها, وندعوهم إلى العفو يا اخوتي العفو العفو العفو يا اخوتي, فالحياة زائلة ومسرح الحياة لم ينتهي بعد, فلنا أمام الرب وقفه سيقتص لك من الجاني (ان الله عفو يحب العفو) قال تعالى(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ .الأعراف :199) سئل الرَسُول اللَّه عن فَوَاضِل الْأَعْمَال فَقَالَ " صِلْ مَنْ قَطَعَك وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَك وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَك " وحقيقة لا بد أن نتحدث عن الطرف الثالث الذي لا أجد له دورا مطلقا, والدليل لا يوجد أي آثار للطرف الثالث وهو( الناس) المحيطين بالقاتل والمقتول, أين السعي للإصلاح؟! , أين السعي للكلمة الطيبة بينهم ؟! أين السعي للفلاح؟! أم بات الكل في بيته قابعا كالجثمان, إلى أن تحققت هذه الويلات والحرمان. نورد لكم بعض ما أمركم الله به ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء : 114) عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي أَيُّوب " أَلَا أَدُلّك عَلَى تِجَارَة " قَالَ : بَلَى يَا رَسُول اللَّه قَالَ " تَسْعَى فِي إِصْلَاح بَيْن النَّاس إِذَا تَفَاسَدُوا وَتُقَارِب بَيْنهمْ إِذَا تَبَاعَدُوا). ان الابتعاد عن التخلق بخلق الإسلام هو ما آل العديد من الحالات إلى الطريق المغلق والمسدود, فالخلق الإسلامي هو منهج عملي, وليس نظري يقرأ بالكتب دون تطبيق. أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " اِتَّقِ اللَّه حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَة الْحَسَنَة تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاس بِخُلُقٍ حَسَن. قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ مِنْ عِبَاد اللَّه عِبَادًا يَغْبِطهُمْ الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء " قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُول اللَّه لَعَلَّنَا نُحِبّهُمْ ؟ قَالَ " هُمْ قَوْم تَحَابُّوا فِي اللَّه مِنْ غَيْر أَمْوَال وَلَا أَنْسَاب وُجُوههمْ نُور عَلَى مَنَابِر مِنْ نُور لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاس وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاس " ثُمَّ قَرَأَ " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّه لَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ,(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (الاسراء :53) :كم نفتقر لاولئك الناس في هذا المجتمع وفي هذا الزمن, أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْمُسْلِم إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِم فَأَخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبهمَا كَمَا تَحَاتُّ الْوَرَق عَنْ الشَّجَرَة الْيَابِسَة فِي يَوْم رِيح عَاصِف وَإِلَّا غُفِرَ لَهُمَا ذُنُوبهمَا وَلَوْ كَانَتْ مِثْل زَبَد الْبحر. أما (الجماعة الأخرى) من الناس التي تعيث في الأرض فسادا وتثير الفتن بين الناس, حتى آلوا لما آلوا إليه والذين قال بهم رب العزة (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ. ) . (البقرة,205) عودوا إلى ربكم وكفاكم , سعيا بالأرض فسادا فقد توعدكم الله بالعذاب الحريق (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ(البروج ,10) . عودوا واستغفروا ربكم واسعوا بين الناس بالصلاح, وليس بإثارة الفتن التي تحيق بالناس. وأخيرا سأنهي حديثي بقول الله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحيم (الزمر ,53) نداء لإخوتي القراء لا تبرحوا من هذه المقالة دون ترك كلمة طيبة لحقن الدماء, فنحن بأمس الحاجة إليها من أي وقت لاحق.
|
|