- اقتباس :
]وثائـق نادرة ومجهولة عن حركة الجهاد الليبي
ودور عمـر المختــار فيهـــــا قبـــــــــل 1923
سالم الكبتي
التاريخ بأحداثه وتفاصيله حركة متدفقة .
منهج ورؤية بعيدة تلخّصها _ في النهاية _ وثائق وأسانيد تضم في سطورها حقائق وتكشف عن أمور وموضوعات تتجدد مع البحث العلمي على الدوام ، وتفتح أمام العيون أبواباً للاجتهاد والدراسة والتحليل وفقاً للظروف والعوامل التاريخية التي إستوجبتها تلك الوثائق في مرحلة زمنيـة معينـة . إن الوثائق ، إذا ما توافرت وأتيح لها الظهور ، تظل مصدراً حقيقياً لكتابة التاريخ والبحث فيه ، فلا تاريخ بلا وثائق ومن دون شواهد أو أدلة مؤكدة .
منذ زمن ليس بالبعيد ، وحتى الآن ، ومع نشوء المدارس التاريخية الحديثة وتطورها لم يعد التاريخ حكايات وقصص تروي ، أو أساطير خارقة ، أو مواقف ساخرة يتندر بها .. التاريخ صار ذاكرة حية للشعوب ومادة علمية غزيرة تحتاج في التعامل معها إلى أمانة متناهية لا يتقنها سوى المؤرخين والباحثين المخلصين .
( الماشيات يورنّا الجايات ) و ( اللي ما عنده قديم ما عنده جديد ) : مثلان عاميان يكاد يرددهما كثير من الناس في بلادنا كـل يوم في شغف بالماضي وإسقاط على الحاضر .. والمستقبل أيضاً ، ربما يعطيان _ في واقع الأمر ومن منظور الموروث الشعبي _ تعريفاً شاملاً ومختصراً للتاريخ ووقائعه ويشيران بجلاء إلى أهمية الوعي به وبأن من فاته قديمه تاه .
المصادر المحلية والتاريخ :
ومـا دام ( التاريخ والوثيقة ) لا ينفصـلان ويلتقيـان في نقطة واحـدة ، هـي التاريخ نفسـه ، فان ( المصادر المحلية ) بما تحويه من وثائق تظل ذوات أهمية عالية القدر لمن يهمه ، على سبيل المثـال ، الاشتغـال أو _ الانشغال _ بموضوعـات التاريخ الليبـي الحديث والمعاصـر ، وقـد نهـض _ بلا شك _ العديد من المهتمين لدينـا وكذلك بعض المؤسسـات العلمية(1) بهذا الجهد الشاق .. والكبير ( جمعاً وتحقيقاً ونشراً ) .
تتمثل هذه المصادر المهمة في جزء واسع منها في وجود العديد من الوثائق والتقييدات التي مازال أغلبها مجهولاً حبيس الإهمال أو قابعاً لدى الخاصة ، وهي تبقى في حاجة ملحة ومستمرة إلى المزيد من الجهد والتضافر للبحث في المظانّ المختلفة على إمتداد الوطن .. ( الأسر والعوائل _ والمكتبات الخاصة _ وغيرها ) والوصول إلى الإقناع بالكشف والإبانة عنها ، خاصة بعد إنقضاء فترات طويلة عليها وغياب رمـوزها أو شهودهـا وتسمح الظروف باستخدامهـا في إطـار علمي ، خاصة مجموعات الوثائق المتعلقة بزمن الاحتلال الايطالي ومقاومته ( 1911_ 1931 ) .
إن عدم توفر هذه المصادر وإتاحتها بالقدر المطلوب عمّق الإحساس عند الكثير من الباحثين بوجود بعض الثغرات في الكتابة التاريخية وبات أغلبهم يظنُّ ، وله عذر إلى حد معقول ، انعدام تلك الوثائق والأسانيد المحلية من الأساس حتى يمكـن التعويل عليهـا ، واعتمـدوا على الروايات الشفوية ، التي يشوب بعضها المبالغة والتهويل أو النسيان ، رغم أهميتها أيضاً ، وأهمية أصحابها المعاصرين للأحداث والوقائع وما تناقلوه في إطارها عن ثقاتٍ آخرين ولم يقفوا عليه بأنفسهم ، وقد تأكد لدى البحاث بأن الذين أسهموا في صنع تلك الأحداث والظروف لم يتركوا ( شيئاً مادياً موثقاً وملموساً ) في غالب الأحيان يمكن الركون إليه في التحقيق أو المقارنة بوثائق أخرى أو روايات شفهية تتوخى الصدق والتجرد ، وأرجعوا أسبابه إلى تفشي الأمية ، وقلة مصادر الثقافة والمعرفة ، وانعدام وسائـل الأعلام ، وتباعد مناطق البلاد وعزلتها وقت الاحتلال وندرة الأنظمة الإدارية ، فاتجه البحث تأسيساً على هذا المفهوم في المصادر الأجنبية وتقصي شؤونها وتم الاعتماد عليها في الدراسة والكتابة ، وهي إجمالاً_ إلا فيما ندر _ تمثل وجهة نظـر واحـدة وتغيب فيها رؤية ورأي الطرف الآخر ، وهو الأهم ، الجانب المحلي ، مما يفتح مجالاً للتعامل معها بحذر _ رغم أهميتها أيضاً _ ونتيجة لما قد يلحق بعضها من تشويش وضبابية(2) ، وأهمل بذلك _ وعن حسن نية ربما _ الاعتماد على ( المحلي ) المؤثر والفاعل وصاحب الدور الأبرز في الفترة ذاتها ، وعلى هذا أضحت المكتبة التاريخية الليبية في ركن منها تتعطش إلى حد كبير ، إلى مصادر التوثيق المحلية التي طفق الإهمال يلازمها أحياناً كثيرة .. إيثاراً للسلامة والبعد عن الحساسيات والخوض في المناطق الملغمة رغم مرور الزمن الطويل الذي يعدها ملكاً للتاريخ وذمته !
الشعــر الشعبــي :
لقد ترسخ لدى المشتغلين أيضاً بالموضوع التاريخي الليبي إعتقاد بأن بعض قادة حركة الجهاد أو ممن لعبوا أدواراً مختلفة إبانها مختلفة ومتباينة – إيجاباً أو سلباً – لم يكن لديـه إهتمام بالتوثيـق والتدوين المباشـر ، بعكس العسكريين أو الساسة أو المعاصرين من الأجانب والعرب الذين خلّفوا مذكراتهم وإنطباعاتهم وصدر بعضها في طبعـات عديدة وظلت مرجعـاً يبين عـن معايشتهم للأحـداث والظروف ، وأعُتبر ، هنا في جانب مواز ، الشعر الشعبي الذي نظم في تلك الفترة ، إضافة بالطبع إلى الرواية الشفوية ، مصدراً لتاريخنا ، لأن أغلب ناظمي ذلك الشعر اقتربوا كثيراً من وقائع التاريخ الليبي .. وحضـروا المعارك ووقعوا في أسر النفي والأبعاد ، ثم الهجرة ، وحُشدوا في المسيجات والمعتقلات الرهيبة : ( العقيله – المقرون – سلوق – البريقة ... وغيرها ) وسوى ذلك من صور المعاناة والآلام ، وذلك صحيح في مجمله فلا أحد ، والحـال هكـذا ، يستطيـع الضرب صفحـاً عنهما أو تجاهلهمـا كليـة في غياب ( المصدر الذي يدوَن ويوثق ) ، ففي الشعر والرواية ، كثير من الصدق(3) مع ملاحظة بُعد الفترة الزمنية والأعتماد على الذاكرة واختلاط الموضوعات والأحداث بحكم التشابه ، وظروف السن والعمر للرواة والشهود ، فيما كانت ، في الواقع ، أدوار ومعسكرات المجاهدين تنتظم في إدارة جيدة توثق المراسلات والحوادث اليومية ، وكان أيضاً لكل واحد من قادة الجهاد – وفقاً لثقافتهم ومعارفهم – خاصة في السنـوات المبكرة من وقـوع الغـزو وفي مختلف المناطـق ، قريبة وبعيـدة ، ( إرشيف ) خاص ، إن صح التعبير ، يشمل مراسلاته ويومياته وتعليقاته وتهميشاته على ما يصله من أوراق ومستندات ومذكراته أيضاً(4) التي أهملت أو ضاعت فلم تنشر لاحقاً ليتصل بها الدارسون والباحثون وأجيال الوطن الجديدة تحسيساً لها بالانتماء إلى تاريخ الوطن .
وثائــق مهمـــة :
مع مرور الوقت واستمرار البحث والعثور على بعض الوثائق التي تشكل قطعة من تاريخ الوطن وجهاده ضد المحتل ، وتتكفل بتغطية فترات حاسمة منه وتسد العديد من ( الثغرات ) وتسجل بدقة كل اللحظات والحوادث التاريخية أولاً بأول ، تتضح أهمية هذه الوثائق والدور الذي يمكن أن تقوم به ، ويعجب المتابع للوثائق ، رغم ضياع وفقد العديد منها ، لعناصر تتسم بها منذ الوهلة الأولى لعل في مقدمتها : حسن الإدارة وشعور قادة المجاهدين بالمسؤولية ، ورؤيتهم للتاريخ آنئذ واستشرافهم للمستقبل ، وتنامي الوعي الوطني في ظروف صعبة مع قلة الإمكانيات وكبر مساحة الوطن وتباعد أطرافه .
وهذه الوثائق التي طالها الضياع بحكم التنقل والهجرة أو المصادرة أو الغارات على المدن والأرياف والمنتجعات والبوادي ثم ظلت حبيسة البيوت في غرف مهملة أو صناديق عتيقة مـن دون مراعـاة لشـروط الحفظ أو التنظيم أو الاعتنـاء ، إلا فيمـا ندر(5) ، وتعرضهـا المستمـر للعوامـل الضـارة .. ( الرطوبة والحـرارة والحشرات وقلة التهويـة والتمـزق وغيـاب الصيانـة والترميم .. وغيرها ) ، هذه الوثائق ، هي قطع نادرة ومهمة من التاريخ الوطني وما يتعلق بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وتثير قضايا وموضوعات نحتاجها في كتابة تاريخنا وامتازت بعدم إغفال الواقع اليومي المعاش وبإلقائها الضوء على المجهول من حياتنا الوطنية ، وهي في الغالب وثائق حقيقية : إمـا بخط أيـدي أصحابها أو عن طريق الإمـلاء أو النسخ والنقل منها أيضاً ، وتدلنا بأمثلتها المختلفة على تنـوع الموضوعات ، ووفرة المعلومات ، ومتابعة الشؤون بلا توقف ، وهي تتوزع أيضاً ما بين : المراسلات والمكاتبات المباشرة بين قادة الجهاد وزملائهم أو مرؤوسيهم أومن يكلفون بمهام منهم ، والردود المقتضبة المفتوحة " والمشفَرة " أحياناً ، والجداول الاقتصادية والمالية ، وبيانات الرسوم والجمارك والزكاة وتجميع الأعشار ، والقيودات المالية ، وتمام الأسلحة والوسائط الحربية والمعدات والذخائر ، والغنائم ، وتحركـات العدو ووسائل مراقبته ومتابعته ، وأحوال الأسرى ، وقوائم الشهداء ، وتقارير وأخبار متواصلة عن سير المعارك وزمنها ومكانها ، وطلب المساعدات والنجدات ، وبيانات كثيرة عن الدواب المستعملة والأوامر والتعليمات ونظام البريد ومجالس الدور أو المعسكر .. وغير ذلك .
إن " إرشيف " حركة الجهاد موجود في كل هذه الوثائق التي لا تغفل عن ذكر شيء يتصل بالجهاد وأحوال المجاهدين في كل المناطق ، وهو شيء رائع يدلنا على أن هناك تنظيماً عالياً في إدارة معسكرات الجهاد ، ويدل أيضاً على حرص ودقة من وُكَل بهذه المهام الدقيقة ، وتعد شاهداً رئيسياً لحركة المقاومة ضد العدو منذ وقوع الاحتلال ، وتدلنا أيضاً على وجود تنسيق واضح وكامل بين القـوى الوطنية الفاعلة في المناطق كافـة ، وبلا إستثناء ، خاصة في العقد الأول من القرن العشرين(6) ، الذي شهد إنطلاقة تلك المعسكرات وتأسيس المحلات والأدوار واستمرار المقاومة بضراوة عقب إنسحاب الحاميات التركية من ليبيا بعد صلح لوزان سنة 1912 .
إن هـذا ( الشيء الرائع ) يُحسب للحركة الوطنية غداة الغزو بتجاوز قادتها للمصالح الفردية والاعتبـارات الجهوية الضيقة ، وتساميها عن الصراعـات والاحتكاكـات نظـراً إلى أن ( العدو واحد ) ، ويشعر المرء بالأسف الشديد ، وهذه من طبيعة الحياة ، عندما تلاشت الروح فيما بعد وذهبت بعض ريحها أمام عواصف إغراءات العدو ، وإختراقه الصفوف.
إن المصادر والوثائق المحلية في هذه الفترة المهمة لا تقل أهمية وتأثيراً عن غيرها الأجنبية بل ربما تظل في الصدارة من الناحية الوطنية والعلمية والتوثيقية . كانت هذه المصادر قريبة من وهج النار ورائحة البارود ، ومعاناة المجاهدين وعزمهم على القتـال والمقاومة ، ورفضهم للمساومات والإغراءات ، وانطلقت بقوة من التراب وغمرتها رائحة الأرض وأشجار الغابات والذرى والصخور ولم تُكتب أو تعدَ في المكاتب الأنيقة أو القاعات الفارهة .
وهـذه الوثائق التي تشكَـل ذاكرة محلية ووطنية مذهلة تفصح عن إحاطة كاملة ، آنئذ ، بالأحداث والمجريات العالمية وتبيَن بأن المجاهدين كانوا على اتصال ومعرفة بالظروف العامة الخارجية أيضاً وفهم عميق لما يدور حولهم ويتأثـرون به ، ويؤثرون فيـه ، رغم قلة وسائـل الاتصال وصعوبة التخاطب ، خاصة في أعوام الحرب العالمية الأولى ( 1914- 1918 ) وما تداعى عنها في الداخل من إنعكاسات مريرة حفلت بالمجاعة والأوبئة والتي عرفت محلياً بأعوام الشر ، والكبة ، وما إلى ذلك(7) .
مختـــــــارات :
سأعرض هنا في سياق تأكيد أهمية المصادر المحلية المختلفة ، وثائق تنشر لأول مرة وأردت أن أطرحها كأمثلة مختـارة ولأوضح من خلالها وفقاً لما توفر لديّ ، صحة هذه الوثائق وأهميتها التاريخية . إن بعض هذه الوثائق يعود تاريخه إلى تسعين سنة ويمثَل عينة من بعض المراسلات والتقارير والبيانات ، وأغلبها ، رغم تقادم السنوات ، يحتفظ بحالة جيدة وسليمة وهي واضحة في خطوطها وأسلوبها(
وتشير في عمومها إلى موضوعات مختلفة في فترة الاحتلال الإيطالي ، ومن بينها ما يكتسب أهمية معينة ويتعلق بمراسلات نادرة للمجاهد عمر المختار قبل تكوينه مع رفاقه المجاهدين دور الجبل الأخضر عام 1923 ، فقد ظل البطل الشهيد غائباً تماماً قبل هذه الفترة منذ عودته من مقاومة الفرنسيين في تشاد وبدايات وقوع الغزو الإيطالي ، .. غائباً في أغلب الدراسات والبحوث التي أعدت عنه رغم توليه كثير من المسؤوليات والمهام إلى بروزه في دور الجبل حتى إستشهاده في سبتمبر 1931 ، فكثيراً ما كانت تنهض أمام الباحثين أسئلة عديدة عن وجوده ودوره قبل فترة دور الجبل ومنها : أين كان إعتبارا ً من سنة 1913 ، ما هو دوره ، ما نوع جهاده ، ما هي مهامه ؟ وأزعم أن تلك الفترة حتى سنة 1923 ما زالت تضم حلقات مفقودة في سيرته وحياته النضالية ولم تلامسها البحوث ، وربما أيضاً في حياة كثير من أعلام الجهاد الليبيين .
لقد كان عمر المختار نشطاً في هذه الأعوام المجهولة ويتولى مسؤوليات لا تقل أهمية عما قام به لاحقاً، ولكنها ظلت غائبة ، وقد تحث هذه الوثائق على المزيد من إعمال الجهد والبحث في هذه الفترة التي تواجد فيها في مناطق أجدابيا وما حولها وبعض مناطق الجبل الأخضر ، وهي مكتوبة بخط يده وممهورة بختمه وإمضائه ، وتشير إلى أن عمر المختار ، إضافة إلى مشاركته في المعارك ، كان مختصاً بمتابعة الشؤون الاقتصادية في الدور ، وهذه الرسائل موجه في أغلبه إلى المجاهد صفي الدين الشريف السنوسي(9) باعتباره مكلفاً من أخيه المجاهد أحمد الشريف في تلك السنوات بمسؤوليات الأشراف والتنسيق في حركة الجهاد في سنواتها الأولى بين عدد من المناطق ( سرت ، ترهونه ، مصراته ، بني وليد ) وقبلها في ( خولان ، تاكنس ، مراوة ، أجدابيا ) .
ومن أهم هذه المراسلات ، رسالة من عمر المختار في ذي الحجة 1340 ، يتحدث فيها بالتفصيل عن معركـة بير الغبى أولى معارك دور الجبل الأخضر الذي تأسس إنطلاقاً من تلك المعركة ، بقولة في جزء منها :
( .. ثم رجعنا منـه إلى الرفقة بجهة سراويل في القبله معطـن الغبى قريب من معطن حكيم واجتهدنـا في لـم العسكرية من المنفـه والشهيبات عيلة منصـور والـذي ( هكذا في الأصل )(10) حصلناها من العسكرية والرفقة اللي معنا ستين نفراً وسمع بنا العدو وظهر من جهة أمساعد وجهة البردي ومعه خمسة كراهب أربعة حربيات مدرعات وواحدة متاكي فيهم اثنان كبار واحد اسمه كبّاني معروف والثاني اسمه كمير كبير نقطة أمساعد وصارت بيننا وبينه معاملة أربعة في رمضان والحمد لله نصرنا الله عليهم والكرهبة الأولى بعد اعتدمت أحرقوها برئيسهم بأجيافها والثانيات كلهم أعدمناهم ما مشت منهم إلا واحده كرهبه متاكي وأخذنا منهم متريوز نمساوي وجبخان كثير .
واستشهد مرجان كمندر السودان واثنان شهيبات من عيلت منصور من قرابة محمد اطريف وواحد سنيني وقتلت فرسنا التي كانت تحتي وحصان محمد مازق أبو شديق الأشقر وحصان الشيخ الصيفان الأربد الذي ظهر منكم وفرس محمد بلقاسم الحمري .. .., ) .
وتبرز بعض هذه المراسلات ، وثائق تنشر لأول مرة ، بخط المجاهد يوسف بورحيل(11) الذي أضحى في فترة أخرى أحد مساعدي عمر المختار في دور الجبل الأخضر ، وتولى قيادته بعد إستشهاده مباشرة ، وتوضح مهمته أيضاً قبل تأسيس الدور المذكور ، إضافة إلى وثيقة مهمة تنقل في ثناياها خبر استشهاد المجاهد سعدون السويحلي(12) في معركة المشرك في مايو 1923 ، إضافة إلى بعض الوثائق المتعلقة بالأنظمة الاقتصادية والإدارية ، وسألتقط منها أهم المعالم في سطورها في إشارة سريعة لما مهَدت إليه سابقاً عن أهمية المصادر المحلية المتمثلة في وثائق حركة الجهاد غير المنشورة .
الوثـائــــــــــق :
(1)
( الحمد لله وحده
سيدي ومولاي سيدي السيد محمد صفي الدين دام عزه وشرفه آمين .
بعد صباح الخير
البارحة عرفتنا على أن يتوجه سيدي يوسف بورحيل في أثر الغلم الذي أخذت من السرحاني فها هو على كل حال حتى وإن له أشغال بالدور كثيرة نرجو أن يكون رفقته عسكر من طرفكم ونظركم سيدي كافي .
15 جماد أول 1336 (1917) (13)
عبدكم عمر المختار
(2)
( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
إلى سيادت نايب سمو الأمير بالجهة الغربية مولانا وسيدنا السيد محمد صفي الدين أيده الله بنصره آمين . السلام الأسنى والتحيات الطيبات الحسنى تتوالى عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد فقد وصل إلينا لاعز جوابكم وكل ما ذكرتموه سرنا وزيادة نحمد الله على ذالك ونرجوا الله على يدكم نصر الإسلام بحرمة جدكم خير الأنام صلى الله عليه وسلم وشرف وعظم وذكرتم سيدي على الجبخانة والحال أنه ليس عندنا هنا شيء إلا بقدر اللزوم وأرسلنا بوسته قبل التاريخ بيوم لجلب طلبكم والبوسته باسم الوكيل العام وعند قدومها سترسل فوراً إلى وكيلكم بشير بك(14) حسب أمركم .
وعرفتـم بخصوص على باشا العبيدي صحبـوه للطليـان هو وعوض بك العبيدي إلى درنه وسجنوهـم أما علي تحت المحاكمة بدرنه وأمـا عوض قدم لبني غازي مسجون مؤبد .
وقبل التاريخ بزايد عن شهر أرسلنا مفرزة عسكرية تحتوي على ثمانون عسكري رسمي تحت قيادة مفتاح بك علي يحي العبيدي وصحبتهم إبننا المختار بن محمد وكتبنا معهم لسيدي الخضير ومشايخ البراعصة والشيخ بشير الهدل ومن معهم لكونهم بنواجع في البر خارجين عن الطليان ليحركوا حركة بالجبل وقبل إرسالها أتى منهم طلب لذالك وعلى ما بلغنا صارت الحركة وإلى الآن ما أتانا خبر رسمي وان شاء الله إذا قدمت بوسته رسمية منهم نفيدكم عن ما يأتي منهم .
والدور الآن عندنا بالحبري والداوريات حايطه بجدابيه(15) ثلاثة داوريات سابقاً مرت داوريه من القبايل(16) بالجهة الشرقية إلتقوا بكرهبة شرقي جدابيه بها نصراني موظف قتلوه واخربوا الكرهبه ولقيـوا معه أوراق رسمية عند قراءتهم لها وجـدوه فرنساوي . وكذالك إلتقت داوريتهم أيضاً القبايل بداوريت النصاري بجهة الزويتينه وقتلوا منهم متكسر(17) وأخذوا سلبه والذين معه فروا والتجوا للنقطة .
وفيه عسكرية بجهة الأبيار يتخفوا جسروا وقتلوا نصراني برفيزي بالبفويهات وتكدر منها النصراني(18) جداً . ولا تنسونا سيدي من صالح أدعيتكم في كل أوان مع بلوغ سلامنا إلى سادتنا الأخوان والمجاهدين والطلبة ومن هنا يهدوكـم السلام كل الأخـوان والمشايخ والضباط والعسكرية ودمتم والسلام . 26 صفر الخير 1342 ) ( 1923 )
نايب الوكيل العام
عمر المختار
" ذكرنا لكم على عسكرية الجبل فهي ماية وزيادة
وربنا يساعد وينصر الدين على أيديكم ويجعله
حليف رايتكم وآمين 26 صفر 1342 " (19)
نايب دولتكم
عمر المختار
(3)
( سيدي ومولاي سيدي السيد صفي الدين
صبحكم الله بالخير سيدي
أمس التاريخ اجتمعنا بخيمة سيدي عبد الرحمن وطبقنا كافت الحسابات فوجدنا عيلت أشعيب يلحقون عائلة مسعود فلما رجعنا إلى الدور وتحققوا العبيد تمام الخلاصة ابلغونا سيدي أجلكم الله بطلب تقسيم الغنم الذي تحت يدنا فمسكنا قيمة الخلاص وقسمنا بينهم بقيت الموجود ولخوف المسؤولية بادرت لكم بهذه . 5 جماد ثاني 1336 ) (20)
عبدكم يوسف رحيل
(4)
( والذي نعلم به سيدي
واردات الأشعار يعني الحبوبات الشعير قد أشتمل
على خمسماية كيله اصطنبولي . (21)
والحنطة تسعة كيلات وإلى حد الآن لم نصرفوا منهن
شيء . وإنما سيدي الفار كثير ونخاف أن يلحق
الابدار ومنه ضرر ودمتم سيدي . )
إن أمكن جواب من حضرتكم
لسياسة توكرة في قطع
5 شوال رز و 2 سكر فالنظر لكم
والفضل من الله ومنكم والسلام .
عبدكم
يوسف رحيل
(5)
( قـــــرار )
عـدد 29
( عملة رائجه
غروش
500 الجني الذهب الانكليزي والعثماني
400 بنتو الذهب
80 المجيدي الفضيه وأقسامه حسب القيمة
نظراً لارتفاع قيمت المسكوكات الذهبية والفضية في الأسواق فمن ذالك يخشى من سوقها للخارج كما أن المسكوكات الرقيقة الفضية فالآن لقلتها ورغبتها في الخارج أقتضى رفع قيمتها لأجل المحافظة عليها .
فبناء عليه تكون قيمت الجني العثماني والانكليزي بخمسمائة غرش والبنتو باربعمائة غرش والمجيدي بثمانين غرش الجميع بالعملة الرائجة فبحسب ذالك القيمة ومناسبتها للحال والأحوال الماضي ذكرها . أعطى هذا القرار .
20 صفر 1338 (1919 ) مجلس النواب والروؤساء ) (22)
يتقدم إلى سيادة نائب المنطقة الشرقية لأجل
التنفيذ وإجراء العمل بذلك رئيس مجلس النواب والرؤساء الكرام
20 منه محمد صفي الدين الشريف
(6)
نومرو 25 بيان الاوامر المرسولة إلى قائمقام دور مراوه
محمد بك السركسي
( عدد
1 في الأعشار
2 في السكوت عن الدعاوي التي قبل سنة 1334 (23)
3 جلب الدبك التي بالكراكيس (24)
4 إشتراء السلاح والجبخانه
5 صرف المعاشات
6 تعيين مأمورين للحرث
7 تعقيب السراق
8 فض المشاكل التي تقع بين العربان
9 في خصومات تتعلق بالحكومة الايطالية
10 إعلان في الذي يشتري سلاحاً من النقط الايطالية
11 إعلان في الذي يمسك دابة من مأموري الحكومة
12 في بيع السلاح في أسواق الادوار
13 تعيين مأموري أعشار
14 تراجيع المناهيب
15 في اشتراء أوان
المحررات المذكورة أعلاه استلمتها تماماً ولذلك أعطيت هذا السند )
2 ربيع أول 1337 (1918 )
قائمقام دوره مراوه
( ختم وتوقيع ) محمد السركسي
(7)
تعليمات البريد
( وظائف مدير ومأموري البريد )
( مـــادة
1- يكون بالمركز العمومي ( جدابيه ) مدير بريد ، وهو الذي يقوم بكافة شؤونه . ومربوط به عموم مأموري البريد في القضاءات . بحيث هم مسؤولون أمامه من جهة أمور البريد .
2- مدير المال في القضا هو مأمور البريد . وفي حالة عدم وجود مدير مالي فرئيس الإدارة هو المأمور بدله .
3- لأجل تسهيل مخابرات الأهالي مع بعضهم يلزم طبع ظروف مخصوصة واستعمالهم مؤقتاً في محل ورقة البوسته وذلك بقيمة قرش صاغ لكل الظروف .
4- مدير البريد يستلم تلك الظروف في مقام النقد .. وهو يوزعها على مأموري البريد في القضاءات بقدر اللازم وكلما يطلبون منه يرسل لهم بموجب علم وخبر .
5- يلزم على مدير ومأموري البريد أن يجعلوا البريد داخل شنطة ويشمع عليها ويكون الشمع مطبوعاً بطابع بريد ذلك القضا .
6- ينبغي لمدير ومأموري البريد أن يرسلوا داخل شنطة البريد بياناً في عدد الجوابات المرسولة لكل قضا .
7- مدير ومأمورو البريد ليس لهم تسليم المكاتيب لغير أربابها إلا بتوصية تحريرية .
8- الدوائر الرسمية ليس لهم استعمال تلك الظروف في المراسلات الرسمية وإنما كل إدارة يلزمها عند إرسال مكاتيب بواسطة البريد أن تطبع فـوق ظروف المكاتيب بطابع المركز المخصوص . وبذلك يكون كدير ومأمورو البريد مكلفين بقبولها وإرسالها إلى محلاتها .
( وظائف سعاة البريد )
9- إما أن يكون للبريد سعاة وهم الذين يقومون بحمله من المركز إلى جهة أخرى . ويكونون بأجرة شهرية . وذلك أن قائمام القضا يوضع حمل البريد من محل كذا إلى كذا مرتين في الشهر في المناقضة ويعلن ذلك للعموم . وبعد انتهاء الرغبات تفوض لعهدة طالبها الذي بات عليه آخر تنقيص بموجب قرار من مجلس الدور أو يقوم بذلك أفراد الشرطة .
10- سعاة البريد مجبرون بمحافظته غاية المحافظة بحيث إذا ضاع منه البريد أو سلّمه لغيره ليوصله إلى محله ، أو أحترق أو أبتل بالماء ، أو تأخر عن وقته المعتاد فهو المسؤول عن ذلك .
11- السعاة يكونون مربوطين بكفالة معتبرة بحيث إذا فر الساعي فالكفيل يكون هو المسؤول .
12- السعاة ممنوع عليهم حمل جوابات غير الذي سلمت إليهم من طرف المدير أو المأمور .
صدر في محرم 1337 (1918 )
(
26 ربيع ثاني 1342 ( 1923 )
( صاحب المعالي والسيادة نائب سمو الامير الجليل مولانا السيد محمد صفي الدين الشريف السنوسي دام عزه بعد تقبيل تلك الأنامل الكريمة واهداء عاطر التحية ومزيد السلام أعرض سيدي أني تشرفت بأمركم المشعر بأرسال الطاوية فها هي مقدمة صحبة الحامل .
وأمرتم بتدارك عشرة مقاطع كتان لعساكر المعية فنظراً لعدم موجود الصندوق وقرب عهدنا باستقراضنا الدراهم من التجار فقد رأيت أن أوافق رأيكم الصائب تعليق ذلك إلى تحصيل الدراهم التي كان المشايخ طرحوها على الأهالي لسوقهم للجهاد وقد طلبت عموم المشايخ لهذه الغاية وعندما يوافقون على ذلك فأول ما يتحصل نتدارك به مطلوب السيادة وانما يا مولاي الذي يشغل الفكر هو عدم وجود الحبوبات وإن كنا ساعين في تحصيل بقية العشر إنما هذه البقية هي لا تؤمن إدارة العسكرية وقد وقفت مخصصات الضبطيه وبعض من الهجانة بصورة مؤقته إلى حالة يس والله يكون في عون الجميع .
مولاي إني أرى أن ترسل بريداً لجهة الشرق إذ ربما يصلهم خبر تشريفكم لسرت ولم يعلموا السبب وآفة الأخبار رواتها ولذلك إذا يوافق رأيكم الصائب تخبرو سيدي عمر المختار ومن تروه مناسب وترسلوا المكاتيب لنرسلها بساعي مخصوص وعلى كل فالامر لكم .
الرفقاء الأخ فرحات بكر وعبد الله بكر ومحمود أفندي أبو عايشه يهدوكم عاطر السلام ويقبلون أياديكم بمزيد الأحترام كما ألتمس إهداء عاطر السلام إلى معينكم السنيه وفي الختام تفضل بقبول احترام وسلام المخلص للسيادة بشير السعداوي )
(9)
( صاحب المعالي نائب سمو الأمير الجليل مولانا السيد محمد صفي الدين السنوسي دام الله مجده وعلاه حب أمركم العالي جعلنا الكشف على الطوبجية والمتراليوز فوجدنا موجود القطعتين كما هو مبين باطن تحريرنا هذا من غير زيادة ولا نقصان وقد ألحقنا هذه الآلات الحربية بمنطقة سرت حسب الامر ولعرض الكيفية صار تقديم هذا للسيادة سيدي 4 جماد أول 1342 (1923)
كاتب المنطقة وكيل سيادتكم بمنطقة سرت
- توقيع - بشير السعداوي
مدفع صندوق جنجانه صندوق اداوات كيوان احتياط سروج نومرو
عدد 1 10 10 10 4
سروج جنجانه بندقه أبو مشط بندقه مسكوف بندقه وعشرون وجه بورزان
عدد 20 11 1 5 1
نظارات فيسان كوريك شبكة غراير إبل
عدد 16 3 4 2 2 5
هـذا تمـام المدفــع
متراليوز صندوق جنجانه صندوق أداوات سروج نرمرو باصور بندقه أبو مشط
عدد 2 6 2 3 1 11
دقره أبو مشط بندقه مسكوف بندقه خمسه وعشرون بورزان نظارات
عدد 2 2 4 1 18
بغول جمل حوايا كوريك فيسان قيطون
عدد 3 3 2 6 4 1
هــذا تمـام المتراليـوز
(10)
يوم الجمعه . أم العرفج
( جناب حضور الأمثل الأمجد معالي نائب الامير المحبوب أطال الله عمره
بعد تقديم ما يجب من الأحترام . بناء على خروج العدو منذ أول أمس قاصداً تاجمود على طريق تاورغه السفلي والعليا . تجمعت المجاهدون والعسكر بمنطقة ميمون . ولقد أقام العدو بتاورغه يومان ، وخرج في صبيحة هذا اليوم فتصادم مع مقدمة الجيش بجهة – المشرك – والتحمت المعركة بجواره وكانت بأشد ما يمكن ، وعلى قرب . ودامت نحو من ستة ساعات . ولقد قضى القدر باستشهاد القائد المرحوم محمد بك برصاصة أصابته على رأسه بعد موت جواده ولقد وقع في العموم تأثير لا مزيد عليه وتأخر الجيش والمجاهدون بصورة منتظمة مع كافة الآلات والآثقال والأشياء إلى أم العرفج . وانا سننتقل الأثقال في هذا المساء إلى جهة نفذ – بالسداده – منتظرين قدوم سيادتكم بنجدات بأسرع ما يمكن لتثبيت الناس ولو بابقاء من ينوب على معاليهم بجهة سرت لأتمام الأمور كما أننا في انتظار من تستأنسون تعينه قائداً . والجهد مصروف في تثبيت الناس وتنظيم الأمور ولكن المصلحة في تشريفكم . ودمتم
عثمان القيزاني أحمد اشتيوي
( 1923 )
" تتداركون بارسال من جنجانه بومشطه
حيث نفذت منا . ونحن معرضون لمهاجمات العدو في كل آن
والبركة في النحيله " عثمان القيزاني
إن الكتابة في تاريخنا ستظل تعاني الكثير من النقص ما لم يتواصل السعي والبحث في المصادر المحلية والكشف عنها والعناية بها . وقد رأينا في جزء منها مدى الأهمية التي تميزها عن غيرها من مصادر ظللنا نعتمد عليها كثيراً .. ( وطويلاً من الوقت ) ، ومدى إقترابها من الاحداث وصدقها في تقييمها للأمور ومعايشتها للواقع . والأمل يبقى في العثور على المزيد منها – رغم ما ضاع وفقد في حقب طويلة – والذي سيتعزز أكثـر بتنفيـذ الدراسـات والأطروحـات العلمية عنها ، وحفظها في الأماكن التي تليق بمكانتها في التاريخ .
الهوامــــــش والأحــــــالات :
1- مثالاً على ذلك : جامعة قاريونس ومكتبتها المركزية ، ومركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية .
2- يلاحظ أن أغلب ما كتب عن سير المعارك الحربية ، مثلاً ، من التي خاضها الاحتلال الايطالي في ليبيا تمثل وجهة نظر قادتها أو أنجز طبقاً للبلاغات الميدانية التي حصل فيها خلط كبير وإغفال للحقائق واعتمدت في كثير من الأحيان على تغليب دور المحتل ورفع معنويات أفراد جنوده ، رغم اعتراف وإشادة بعضها بضراوة المقاومة الوطنية .
3- رغم ( المبالغة والتهويل ) كما أشرت وإختفاء الراوي البطولة والفخر على نفسه أو أقاربه أو قبيلته ( دون غيرها ! ) .. ورفاقه الذين حضروا معه واقعة أو موقفاً بعينه .. تلك الأيام .
4- في هـذا السياق يقـع ، على سبيل المثال ، ما دونّه المجاهدون : أحمد الشريف ، وأخيه صفي الدين الشريف ، ومحمد فكيني الذي أهتم بمدوناتـه مؤخـراً ، المؤرخ الايطالي ( إنجيلو ديل بوكا ) الذي عثـر عليها في الأرشيفات الأيطاليه وأصدرهـا في كتـاب هذا العام (2007) .
5- هناك كثير من الأشخاص والأسر علة إمتداد الوطن لديهم حس تاريخي رفيع بقيمة هذه الوثائق والمدونات التاريخية يحتفظون بها ويحرصون على العناية بها حرصاً جيداً ويمدون يد المساعدة فيما يتعلق بها لكثير من الباحثين والمهتمين خدمة لتاريخ البلاد .
6- للدلالة على ذلك تقع ، مثالاً لا حصراً ، مراسلات المجاهد أحمد الشريف مع : سليمان الباروني ، ومحمد سوف المحمودي ، ومحمد فكيني ، وأحمد سيف النصر ، وأحمد السني ، وأهالي سوكنه ، وغدامس ، والكفرة .. وغيرهم .
7- ذكـر لي السيد ( حسين مازق ) رحمـه الله شخصياً في لقـاء معـه في بيتـه وبحضـور المرحوم الأستاذ عبد المولى دغمان صبـاح الجمعه الموافـق 31 مايـو 1991 بـأن المرحوم ( الكيلاني الضريريط المغربي ) أخبره بحادثة فظيعة تلك الأعوام وقف عليها بنفسه في ناحية المرج (1917 تقريباً ) عندما وجد مواطناً أشرف على الهلاك من الجوع يطبخ طفلته الرضيعه بعد وفاتهـا !!! والحادثة إذا كانت صحيحة تنبئنا بـأن الجوع مر وكافر، وبأن تلك الأيام التي مرت بالناس في ليبيا شديدة وقاسية ولعينة وقد تكون هناك روايات أفضع من هذه وربما يصعب تصديقها .
8- أدين بالفضل إلى من أتاح لي فرصة الحصول على هذه الوثائق المهمة ، وأسدي له شكراً وتقديراً خالصين .
9- ولد في واحة الكفرة أواخر القرن التاسع عشر ، وتعلم في زاويتها ، ومنذ وقوع الغزو الايطالي لليبيا شارك في عديد المعارك ، وكان أحد قادة معركة القرضابية في 28/4/1915 ، كما تولى قيادة المناطق الغربية نائباً عن أخيه أحمد الشريف . توفى عام 1967 بالقاهرة ودفن في واحة الجغبوب .
10- يلاحظ أن أغلب الرسائل كتبت بعفوية وتلقائية ، وتتسم كل الوثائق بذلك . وقد أبقيت عليها دون تدخل لأنها ستظل بمفهوم القارئ واضحة .
11- يوسف رحيل المسماري ، أو يوسف بوخديرة ، كما شهر ، لوجود آثار حرق قديم في وجهه من الناحية اليمنى ، من عائلة ( خضرة ) ، ولد في الجبل الأخضر ، ودرس في الجغبـوب وحفظ القـرآن الكريم ، وألتحق بحركة الجهاد وتولى عدة مسؤوليات في دور تاكنس وبعض المناطـق ، ثم أسهـم في تكويـن دور الجبـل الأخضر بقيادة عمر المختار ، وكان من أبرز مساعديه مع المجاهدين : الفضيل بوعمر ، عصمان الشامي ، عبد الحميد العبار ، اقطيط موسى الحاسي .. وغيرهم .عقب تنفيذ حكم الإعدام في عمر المختار تولى قيادة الدور من بعده إلى استشهاده في معركة ( أم ركبة ) بالقرب من الحدود المصرية في أواخر عام 1931.
12- محمد سعدون أشتيوي السويحلي ، المجاهد المعروف ، ولد في مصراته ، ودرس في مدرستها العسكرية ، وقاد أغلب المعارك التي جرت ضد قوات الغزو الايطالي في مناطق مصراته وما جاورهـا ، وهـو شقيق رمضان وأحمد السويحلي . استشهد في معركة المشرك الشهيرة في 17 رمضان 1341 هـ - 4 مايو 1923 ، ودفن بمنطقة السدادة .
13- كان التاريخ يتم وفقاً للسنة الهجرية ( القمري ) ، وقد قاربته بالأعوام الميلادية .
14- المقصود . المجاهد بشير السعداوي وكيل الدور في منطقة سرت .
15- يبدو أن الرسالة أعدت وكان عمر المختار موجوداً حول أجدابيا .
16- المقصود قبيلة ( القبائل ) المعروفة في أجدابيا والزويتينة وغيرهما .
17- متكسر : تعني متعاون مع العدو ، كان المجاهدون يطلقون عليهم ( المكسرين ) .
18- النصراني : العدو الإيطالي .
19- كثيراً ما كانت الرسائل تتميز بإضافات أو إلحاقات من مثل هذه العبارات .
20- يبدو أن هذه الوثيقة تتعلق بحل إشكالية مالية في الدور أو بتقسيم بعض الغنائم لصالح المجاهدين ، بعد إخراج حق الدور في ذلك ، وسيدي عبد الرحمن هو الشيخ عبد الرحمن الزقلعي ، مفتي الدور ( ت 1952 ) بمصر .
21- من أنواع المكابيل والمقادير المستخدمة آنذاك في كميات الحبوب بالدور .
المقصود هنا بالمجلس ، هو مجلس الدور الذي يضم ممثلين عن القبائل ورؤساء الإدارات في الدور ( تاكنس _ مراوة _ سلنطة ) ، وليس مجلس النواب في برقة الذي تشكل لاحقاً وكان مقره في مدينة بنغازي في الفترة من (1921 – 1025 ) . وهو المقر الذي شهد جلسات محاكمة الشهيد عمر المختار في سبتمبر 1931 ، ويلاحظ أن السنة التي صدر فيها القرار المشار إليه بُعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، والظروف الاقتصادية ما تزال غير مستقرة بالكامل .
يقابلها بالميلادية سنة 1915 .
22- الدبك : غير المسلحين ، يقال في العامية ( فلان أدبك .. يعني بدون سلاح .. وغيره ) .
عثمان القيزاني ، مجاهد من مسلاته وصحفي ، من قلائل المثقفين في ذلك الوقت . ولد في طرابلس وبها تعلم ، أصدر صحيفة اللواء الطرابلسي أيام الجمهورية الطرابلسية عام 1919 وشارك في العديد من معارك الجهاد وتولى بعض المهام المالية في معسكرات المجاهدين في المنطقتين : الوسطى والغربية ، وسجن لمواقفه الوطنية وهاجر إلى مصر وتركيا حيث توفي عام 1939 .
هو احمد اشتيوي السويحلي شقيق رمضان ومحمد سعدون السويحلي جاهد ثم هاجر إلى مصر ، وشارك في النضال الوطني السياسي ضمن المهاجرين الليبيين . عاد إلى الوطن في الأربعينيات الماضية ، وأقام في مصراته إلى وفاته بها وحيث دفن أواخر عام 1962 .
صـورة عمر المختـار في سجن بنغازي ألتقطها المصور ( ناشيتي ) وهو أحد ثلاثة مصورين إيطاليين من المدنيين يتبعـون القوات الإيطالية في مدينة بنغـازي آنئذ . نقلاً عن ( فرانسيسكو بروستوبينو ) ، المولود في بنغازي سنة 1934 ، وقد أعد كتاباً بالإيطالية عنها سنة 2000 .
صورة نادرة للمجاهد أحمد الشريف خلال قيادته لبعض المعارك ضد القوات الإنجليزية في ( مطروح ) عام 1916
المجاهد صفي الدين الشريف السنوسي أيام قيادته للجبهة الغربية من الوطن ضد الاحتلال الإيطالي
عمر المختار .. عقب أسره في الجبل الأخضر يوم 11/9/1931 .. وسط مجموعة من الطليان ومخبريهم
صورة نادرة لعمر المختار خلال إحتجازه بسجن بنغازي العمومي بعد إحضاره من ( سوسه ) يبدو فيها حاسر الرأس ويتهيأ للوضوء ومعه حراسه ، وتلوح إصابة في ذراعه اليسرى ربطها بلفافة من القماش . ويبدو من الصورة إنه لم يعامل معامله تليق به كأسير حرب كما هو متعارف عليه .
وثيقة بخط المجاهد يوسف بورحيل عن واردات الاعشار إلى الدور عام 1917
بعض من نظام مجلس الادوار المبكرة في خولاني وسلنطة عام 1917-1918
وثيقة بخط عمر المختار تبين وقائع وحوادث أول معارك دور الجبل الأخضر في بير الغبي
وثيقة بخط عمر المختار عام 1342هـ 1923 ، تفيد بإرسال مفرزة عسكرية من الدور تضم 80 فرداً من بينهم ابنه (المختار)
وثيقة بخط بشير السعداوى مؤرخة عام1923 خلال توليه مهام منطقة سرت،وهي تحتوى على كشف بتمام الأسلحة والذخائر والمعدات الخاصة بالمجاهدين بتلك المنطقة
وثيقة بخط بشير السعدواي عام 1923 واردة من سرت تنسيقاً لحركة الجهاد
وثيقة بخط المجاهد والصحفي عثمان القيزانى صادرة في يوم الجمعة 17 رمضان – 4مايو 1923 ساعة استشهاد المجاهد محمد سعدون السويحلى ووصف لمعركة المشرك وطلب تعيين قائد بديل وإمداد المجاهدين بأسلحة وذخيرة لمواصلة الجهاد
وثيقة بخط المجاهد احمد الشريف أرسل بها من الحجاز إلى المجاهد عبد الحميد العبار عام1930 وبها تعزية في استشهاد المجاهد الفضيل بوعمر
وثيقة موقعة من ابراهيم رمضان السويحلى الذي تولى قيادة المجاهدين عقب استشهاد عمه(سعدون السويحلى) عام1341هـ
وثيقة موقعة من المجاهد محمد سعدون السويحلى عام 1341 هـحول تنظيم أمور الجهاد في مركز مصراته وماحولها
[/b]
التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقيع