تاريخ دابوق

دابوق كانت عبارة عن قرية صغيرة حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي. وقد بنيت على بقايا قلعة قديمة حسب ملاحظاتي ومن طبيعة الحجارة التي بنيت منها بيوت دابوق القديمة والتي ما زال الكثير منها قائما الى الان. وقد كنا نكتشف الكثير من القطع الاثرية والفخارية عندما بدأنا نبني بيوت جديدة بما في ذلك بعض الاعمدة الرومانية وقد اكتشفت احدها انا شخصيا. ولا زلت اذكر ذلك العمود الروماني امام مسجد القرية القديم، والذي لم يعد له اثر. وقد قال لنا بعد كبار السن ممن اعادوا بناء دابوق ان الاثر الوحيد الذي كان قائما هو المسجد القديم والذي كان مبنيا من الحجارة واعيد بناءه بعد اعادة استطيان القرية من قيل عشيرة الدويكات ولاحقا من قبل الاخوين ارشيد وعبدالرحمن من عشيرة الشرايعة بعد خروجهما من قرية البصة في وادي السير على اثر خلاف عائلي. تكثر في القرية القديمة الكثير من الكهوف والمغر والتي تصل بينها انفاق كثيرة والتي كانت على ما يبدة جزء من تحصينات القلعة. وقد اكتشفنا في حوالى 1970 كهفا ضخما ممتدا من بداية مساكن الشرايعة الى نهاية مساكن الدويكات وتم طمسه، وقد اكتشف لاحقا بامتداد هذا الكهف مقبرة عظيمة وبفبور مبنية باتقات تحت القرية وتم طمسها مع ازدياد حركة البنيان. يوجد حوالى دابوق الكثير من المعالم الاثرية مثل الدير الى جهة الغرب، وما زال قائما، وكذلك كانت هناك ابنية من الحجارة الضخمة الى الجنوب من دابوق حتى جبل الكرسي وتم هدمها عند افتتاح شارع الشعب. وتمتلئ دابوق بابار جمع المياه والتي كانت تغذي القلعة على ما يبدو طول اشهر الصيف. وايضا هناك الكثير من برك جمع المياة مثل بركة ام اللسان وبركة دابوق والتي طمست لاحقا من قبل الامانة، ويقال انها بركة رومانية مطمورة مع تقادم الازمان. على ما اذكر كانت المنطقة التي اسكن فيها حاليا مرصوفة بالحجارة الصغيرة وبعناية فائقة ولا ادري ما الهدف منها، هل هي لجمع مياه الامطار لتغذية الابار الستة الموجود في نفس المكان ام كانت جزءا من ساحة قصر قديم، وللاسف جرفت هذه الساحة الجميلة التي كنا نخلع حجارتها للعب. كانت تعتبر دابوق من اخصب المناطق الزراعية وقد كانت تصدر البندورة منها مباشرة الى دول الخليج في اواخر الستينات واوائل السبعينات، وكذلك زراعة القمح وترية المواشي حيث كانت تملا السهول الممتدة امام القرية الوادعة. دابوق لم تعد دابوق، بعد ان زرعت بالحجارة والاسفلت . ساضع بعض صور دابوق القديمة لاحقا