- اقتباس :
دابوق سحقت عبدون.. قصرالذهبي وصرح عبد الهادي.. أزهار البطيخي وصباحات فيصل الفايزتاريخ النشر: 25 - 9 - 2010
إياد القيسي # الجولة بين روابي دابوق مقر أصحاب القرار ومن يتحكمون بمصائرنا ممتعة ومنتجة للتناقضات في سلسلة المشاعر السياسية بطبيعة الحال
مشهد من ضاحية دابوق
.
بكل الأحوال التجول المسائي بين القصور والفلل في دابوق يخرجك تماما من عمان التي تعرفها وتراها يوميا فقد {بطحت} دابوق عبدون كما يقول أحد الأصدقاء والثانية تبدو اليوم مسكينة وهي تواجه إرتفاعات وصرعات البناء في دابوق.
لا يمكنك عند زيارة عبدون إلا تذكر ان رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب وحده قرر الإمتناع عن غزو الضاحية التي يتقرر فيها دوما مصير ملفات الشعب الأردني وتشهد دوما إجتماعات سرية وزيارات غير علنية وأحيانا مؤامرات من طرف لأخر.
ولا يمكنك إلا تذكر الحقيقة التالية: وحده علي أبو الراغب بين رؤساء الوزارات السابقون الأثرياء قاوم سحر دابوق وإكتفى بقصره الجديد والجميل على طريق السلط- عمان وبتحويل دارة عائلته الجميلة في جبل عمان إلى مشروع تراثي – إستثماري حصل على كل التوقيعات اللازمة من أمانة عمان.
يمكنك بطبيعة الحال تذكر مقاومان آخران لسحر دابوق تمسكا بقديمهما في عبدون.. أتحدث عن طاهر المصري وعبد الكريم الكباريتي,ومعهما زيد الرفاعي فيما لم ينجح سمير الإبن بالمقاومة قبل الرئاسة فأقام منزلا على احد الجيال المجاورة.
خلافا للمألوف في التنافس على الإقامة في قصور يشبه بعضها القبور الضخمة في دابوق أفلت من الجيل الجديد صلاح البشير المستقر حديثا نسبيا في منزله الإسمنتي في عبدون مرتاحا لإنه تمكن من الإقامة في منزل بلون الإسمنت في واحدة من الصرعات الحديثة.
ولا ننسى ان عبد الرؤوف الروابده قرر البقاء متفردا ووحيدا في شارع الأردن وترك دابوق بما لها وعليها.
وفي صباحات دابوق يمكنك ببساطة مشاهدة نايف الحديد- لا احد يذكر انه كان وزيرا وسفيرا- مع ساعات الصباح الأولى وهو يمر على منزل أمجد المجالي لمناقشة (قضايا الأمة) مع وجبة إفطار خفيفة قبل تحديد أجندة اليوم لحزب الجبهة الموحدة.
وفي الجوار يمكن للعابر إلقاء تحية الصباح على الجنرال سميح البطيخي وهو يقصقص أوراق الأزهار على رصيف منزله الأنيق ثم يدلق إبريق الماء.
وستجد عشرات العمال المصريين والسائقين الذين يتطوعون تلقائيا لإخبارك مع إشارة بالأصبع إلى قمة شاهقة نسبيا لإحدى الروابي مع مجسم إسمنتي عملاق لا تستطيع الإحاطة به عبر العينين لتكتشف بأن هذا الشيء العملاق ما هو إلا المنزل الجديد للباشا .. المقصود عبد الهادي المجالي الذي غادر للتو منزله العماني في شارع عبدلله غوشه.
قبل ذلك يمكن للعابر او الزائر الفضولي الإستماع للعبارة التالية: هذه بوابة قصر محمد باشا الذهبي وتلك- مقابلها في الشارع الموازي جدران معلقة تحتوي منزل باسم عوض ألله.
في الطريق لابد من طرح سؤال عن سر المساحة الفارغة الموازية لإحدى البنايات المربعة العملاقة لتكتشف بان المكان يخص فيصل الفايز وعند السؤال عن أسرار الأضواء العملاقة والطرق النظيفة والجميلة المطابقة لضاحية الرابية في بيروت حيث منزل الجنرال ميشال عون ترصد حزمة من الأسماء الكبيرة تبدأ عند عدنان بدران ولا تنتهي عند عمر المعاني.
كأنك في سويسرا تماما…قال مرافقي في هذه الجولة الساحرة وأردف: هؤلاء رموزنا وقادتنا .. يستحقون الإسترخاء وسط هذه الروابي المخدومة جيدا حتى يخططوا بكفاءة لعمان الشرقية ولأحياء الصفيح وللقرى المنسية.
.. هذا جزء من حكايات دابوق وهي كثيرة .. ترقبوا القادم.