- اقتباس :
حسني مبارك لنجله "جمال" : أنت ووالدتك ورطوني.. أنتو السبب.. خلاص كلهم هربوا
سبق - متابعة: واصلت صحيفة "القبس" الكويتية نشرها لمعلومات جديدة حول تفاصيل آخر 48 ساعة من حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك, الخميس والجمعة الماضيين, وتفاصيل اليوم الأول من حياته كرئيس "سابق" .
حيث كشفت الصحيفة من مصدر داخل القصر الرئاسي أن يوم الخميس كان يوماً متوتراً على جميع أفراد أسرة الرئيس، خصوصا نجله الأكبر علاء، الذي بقي بقرب والده في جناحه الخاص بالطابق الأرضي، وكان كثير البكاء وهو يرى ما يلقاه أبوه من ردود فعل غاضبة في الشارع وعبارات مهينة ولافتات تحمل كلمات وأوصافا قاسية.
ويقول المصدر إن علاء كان يتابع القنوات الفضائية العربية فقط، في حين كان الابن الثاني جمال ووالدته سوزان في صالون بالطابق العلوي يتابعان التلفزيون المصري، ويجري جمال مكالمات هاتفية كل بضع دقائق مع أشخاص لا يذكر أسماءهم ويسألهم وبكلمة واحدة «ها.. ايه الأخبار؟».
كما كان يهاتف وزير الإعلام (السابق) أنس الفقي كثيراً، وسُم.ع صوته مرات عدة وهو ينهر الفقي، بسبب بعض اللقاءات التي كان التلفزيون المصري يجريها مع بعض الشخصيات، وتتضمن طرح مطالب مطلوب أجراؤها، ويفشل المذيعون في التحكم فيها، لدرجة أنه قال للفقي في إحدى المكالمات «أنت (....) ما بتـ(...)، ايه اللي انتو جايبينهم دول يا (....)؟», ويملي عليه تعليمات حول نوعية المطلوب بثه للمشاهدين.
يمسك بذراعه خوفاًويضيف المصدر أن علاء كان الوحيد من بين أفراد الأسرة الذي حضر تسجيل والده لكلمته التي بثت مساء الخميس، وإعادة تسجيلها مرة ثانية بعد مرور ساعتين من تسجيل الكلمة الأولى، إضافة الى نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الديوان الدكتور زكريا عزمي، والمتحدث باسم الرئاسة سليمان عواد، وعدد من العسكريين غير المعروفين للعاملين في القصر.
وفور انتهاء مبارك من تسجيل كلمته للمرة الثانية، اندفع علاء نحو والده ليمسك بذراعه خوفاً من سقوطه أو تعثره، من دون انتظار لتعليمات المخرج التلفزيوني وطاقم التصوير بانتهاء التصوير.
«مين الحمار اللي كتب الكلمة دي؟!»وقد انفعل علاء بشدة في وجه الحضور، متسائلاً «مين الحمار اللي كتب الكلمة دي؟!»، ولم يجبه أحد، فاصطحب والده الى غرفته، وفي الطريق التقى مبارك بنجله جمال فقال له بصوت سمعه الحضور: «أنت ووالدتك ورطوني.. أنتو السبب، خلاص كلهم هربوا».
تلاسن عنيف مع جمالوبقي علاء الى جوار والده حتى تناول دواءه ونام عند حوالي العاشرة مساء، خرج علاء بعدها من غرفة والده، فوجد جمال جالساً في الصالون الرئيسي بالطابق الأرضي، الذي يستقبل فيه الرئيس ضيوفه، يتحدث الى عدد من المسؤولين، فدخل علاء في تلاسن عنيف مع جمال كاد يتحول الى تشابك بالأيدي، محملاً اياه كل أسباب ما تعرض له مبارك الأب في الأيام الأخيرة، وقال له بالحرف الواحد «أنت السبب في كل ما يحدث.. أصحابك خربوا البلد، وأبي يدفع الآن ثمن ما اقترفته أنت ورجال الأعمال بتوعك.. قضيتوا على تاريخ الراجل، وحيموت بسببك.. لقد أجبروه على التنحي بدلاً من تكريمه».
«بطلو كذب بقى!»
ويقول المصدر إن الرئيس مبارك كان منهكاً جداً ويبدو عليه الاعياء الشديد يوم الخميس، وغير مصدق لما يراه على الشاشات من مطالبة برحيله، وقد نهر مسؤولا كبيرا يصاحبه باستمرار عندما قال لمبارك «الجزيرة (يقصد القناة) مزوداها جداً يا ريس»، فقال له مبارك: «بطلو كذب بقى».
وكنا في القبس قد نشرنا أمس تفاصيل الافطار الأخير في القصر صباح الجمعة، الذي توجهت بعده الأسرة الى شرم الشيخ في الثامنة صباحاً من دون وداع للعاملين في القصر، وقبل تكليف سليمان بتلاوة قرار الرئيس بالتنحي.
ويقول المصدر: بقينا في القصر، أنا وبعض العاملين فيه وكان عددنا ستة، من دون أن تصطحبنا الأسرة كالمعتاد في الرحلات الخارجية، وعشنا أوقاتاً مرعبة عندما سمعنا أصوات المتظاهرين بالقرب من القصر ولا نعرف ماذا نفعل، حتى تولى رجال الحرس الجمهوري اخراجنا بأمان بعيداً عن أعين المتظاهرين الغاضبين.
يعامل كرئيس في شرم الشيخويضيف المصدر أنه أجرى اتصالات مع بعض العاملين في المنتجع الذي يقيم فيه الرئيس عادة في شرم الشيخ ويمتلكه رجل أعمال شهير مقرب من مبارك، فعلم منهم أن الرئيس قضى أول يوم له كرئيس «سابق» (السبت) وهو يلقى معاملة لائقة من الجميع، وما زالت قوة الحراسة الخاصة به تؤمن المكان، فضلاً عن تواجد كبير لقوات الجيش والحرس الجمهوري تمنع الاقتراب أو الخروج من المنتجع ألا في أضيق الحدود.
جمال إلى أسكتلندا!وأكد العاملون هناك سفر جمال مبارك من شرم الشيخ، وترجح المصادر أن يكون قد غادر الى أسكتلندا، ليلحق بزوجته التي غادرت على متن طائرة خاصة، مؤكدا امتلاك الأسرة لقصر كبير هناك، خصوصا أن الأم سوزان مبارك تتحدر من أصول ويلزية.
لا يخرج من غرفته ولا يطالع الصحفكشف المصدر المطلع لـ القبس أن معلومات موثوق بها أكدت أن الرئيس السابق في حالة ذهول شديد لدرجة توقفه عن تناول أدويته، وعدم رغبته في تناول الطعام، وعدم خروجه من غرفته لممارسة رياضة المشي التي كان يواظب عليها صباح كل يوم، ولم يعد يطلب الصحف لقراءتها.
ويختم المصدر أن مبارك أقسم مرات عدة على عدم مغادرة مصر، وأنه ليس بن علي (الرئيس التونسي المخلوع)، مردداً: «العسكري يموت في الميدان، وأنا لست جباناً.. سأموت وأدفن في تراب بلدي الذي خدمته بكل إخلاص طوال 61 عاماً».