رة "الموقع الاجتماعي" أشعلت البيوت.. والغيرة محركها الأساسي
سعوديات يعلنَّ: جريمة أزواجنا حساب على الفيس بوك.. والشك خير وسيلة للدفاع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رولا المسحال- سبق- الرياض: "لحقو عليّ.. زوجي لديه حساب على الفيس بوك.." نداء عاجل وجَّهته زوجة سعودية على صفحة المنتديات وبين زميلاتها في العمل، بعد أن اكتشفت أن زوجها لديه حساب على الموقع الاجتماعي الشهير يضع عليه صورته ولديه عدد من الصديقات.
ولم تكن أميرة هي الوحيدة التي أعلنت حالة الطوارئ في بيتها وفي عملها بسبب حسابات الفيس بوك الشخصية، فالعديد من النساء السعوديات لا يجدن حرجاً في إعلان رفضهن للموقع الاجتماعي، ورفضهن لتواصل أزواجهن مع الجنس الآخر عبره.
وخلال الفترة الماضية شهدت المملكة حادثتين متعلقتين بالموقع، الأولى لزوجة أقدمت على ضرب زوجها لإهماله لمشاعره وإصراره على تصفح "الفيس بوك" على سرير النوم، فيما كان انتقام سيدة أخرى أشد، بعدما سكبت الماء المغلي على وجه زوجها لوضعه صورته الشخصية على الموقع دون مراعاة لمشاعرها، وبخاصة أنه يتمتع بقدر عالٍ من الوسامة يجعله دوماً محطاً للأنظار ولا سيما من الجنس الناعم.
وقالت "أميرة" في حديثها مع "
سبق": لا أخفيكم أنني أعلنت حالة الطوارئ في بيتي وفي عملي بعدما اكتشفت صدفة أن لزوجي حساباً على موقع "الفيس بوك"، مشيرة إلى أن ما زاد من تخوِّفها أن لزوجها عدداً كبيراً من الصديقات على الموقع، وبعضهن يضعن صوراً "غير لائقة" على حد تعبيرها.
وذكرت أميرة أنها تلقت العديد من النصائح من صديقاتها وزميلاتها في العمل أهمها "نصيحة بقطع الإنترنت عن البيت وكأنه عطل خارجي، أو عمل حساب آخر على الفيس بوك دون معرفة الزوج لمراقبة أفعاله، وإلى أي مدى تورَّط في علاقاته، أو مصارحته بما رأت واعتبار حساب الفيس بوك خيانة لا تغتفر".
وأشارت إلى أنها اختارت أن تراقب زوجها عبر حاسب آخر حتى ترى إن كان فعلاً يقوم بخيانتها، مضيفة "لا أنكر أنني أتابع ما يقوم به يومياً على صفحته، ولكن أكثر ما أزعجني أنه وضع الحالة الاجتماعية "أعزب"، وهذا يعني
أنه يسعى لتكوين علاقات مع نساء أخريات.
أما دلال الحربي فقد اختارت أن يصبح زوج المستقبل في خانة الشك، مشيرة إلى أنها وجدت حساب خطيبها على الفيس بوك، وعلى رغم اقتناعها أن خطيبها -وهو طبيب لا يملك وقتاً لتكوين صداقات على الموقع- إلا أنها تجد نفسها تعاني من الغيرة بعدما رأت صورة فتاة مضافة في حسابه.
فيما تشير أم خالد أنها لم تكن تهتم بالموقع قبل أن تسمع عدداً من القصص عن الخيانات الزوجية التي تتم عبر الفيس بوك، ما دفعها لمتابعة تحركات زوجها على الشبكة العنكبوتية حتى أيقنت أنه يدخل الموقع.
وأضافت: "دخلت إلى صفحة زوجي على الفيس بوك، ووجدته قد وضع عدداً من الصور له ولأطفالي، وكل من لديه على الصفحة هم أصدقاؤه"، مشيرة إلى أنها لم تعد تتابع صفحته بعدما شعرت بالاطمئنان، وبخاصة أنه شجعها على عمل حساب خاص لها".
فيما أوضحت قبول عبدالرحمن أن اشتراك زوجها بـ"الفيس بوك" كان سبباً في مشكلة بينهما بعدما وجدت عدة فتيات مضافات على حسابه ويتبادل معهن الرسائل، منوهة إلى أنها قامت بإلغاء حساب زوجها على الموقع دون علمه.
وأضافت: "وعندما تساءل عن سر إغلاق حسابه المفاجئ بعد أن تلقى رسالة على بريده الإلكتروني صارحته، فما كان منه إلا أن اتهمني بالتجسس على خصوصياته، والتدخل فيما لا يعنيني"، مشيرة إلى أن المشكلة تطورت حتى علم بها أهلها وأهله بعدما أصرت على الذهاب إليهم.
وفي ذات السياق أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور سليمان العقيل على أن الانفتاح الخارجي على المجتمعات الأخرى ودخول التقنية ووسائل الاتصال والتواصل إلى مجتمعنا من أهم مسببات المشاكل في مجتمعنا حالياً، مشيراً إلى تأثر العلاقات الزوجية والأسرية بالانفتاح.
وقال لـ"
سبق" إن الزواج المتكافئ عامل مهم جداً في استمرار الحياة الزوجية"، مشيراً إلى أن الحياة الآن تفرض تكافؤاً ليس فقط في النسب والتعليم، بل حتى في التعامل مع الشبكة العنكبوتية"، مضيفاً "في حال كان الزوج ممن يتعاملون مع هذه المواقع منذ زمن والزوجة ليست خبيرة أو على الأقل لا تعرف هذه المواقع، فستشك دوماً أن زوجها يكوِّن علاقات مع نساء أخريات، والعكس صحيح.
وأشار إلى أن الزوجة في هذه الحالة قد ترتكب حماقات مثل قطع الإنترنت أو المراقبة لزوجها حتى ترضي نفسها تحت مسمى الدفاع عن نفسها وبيتها.
وأكد العقيل أن حل مثل هذه المشكلات يكون بالتفاهم بين الزوجين وإيجاد طريقة للحوار ليصل كل من الطرفين إلى ما يرضيه، مشيراً إلى ضرورة أن يقوم الزوج في بعض الأحيان بإشراك زوجته في عالمه حتى لا تتملكها الغيرة أو الشك.