- اقتباس :
ساءني بحق مقال الأخ طارق ديلواني الذي كتبه في موقع آخر خبر وموقع سرايا بعنوان (الهم الأردني وكُتَاب الداخل والخارج) لما قسا على الكاتب محمد أو رمان الذي أفتخر أنه من أهم الكتاب الصحفيين الذي اهتم جدا بما يكتبون لأنه ليس من "ملخصي" أخبار الانترنت أو منتحلي أفكار إيلاف والحياة وغيرها. بل كاتب مثقف لديه خلفية واسعة في الثقافة الإسلامية القديمة والحديثة نابعة من دراساته العليا وإعداده لرسالة الدكتوراة المختصة في الإصلاح الديني ولديه تجربة في الحزبية والطوائف الدينية وقد ظهر في عدة فضائيات وتحدث بها بكل علم وطلاقة ومعرفة أذكر منها قنوات الجزيرة والعربية والحرة وهذا يمكنه من أن يكون كاتبا من الصف الأول حيث قدم تحليلات فكرية متميزة عبر عموده "الذي لا ينشره يوميا" في الغد وشارك وألف عدة كتب فهل يعقل أن يكتب الأخ طارق بان محمد يحتكر الكتابة اليومية أو ينتمي للبرجوازية القلمية. للأسف قرأت مقال طارق مرات عديدة وعدت إلى مقال محمد أبو رمان واكتشفت أن الذي يعترض عليه الديلواني في مقاله هو من يقصده أبو رمان أي مقال ناهض حتر بجريدة الأخبار اللندنية.
ولم أجد أن أبو رمان يصنف نفسه من كتاب الصف الأول ولكن من الهزيل أن لا يصنف منهم، فنحن نقرأ كل يوم الكتاب الذين لا يستحقون أن يكونوا في صفحات القراء ويتصدرون أعمدة رئيسية ولكن أن يجعل ديلواني من محمد أبو رمان دخيل على محللي الأعمدة فهذا ناتج من بغض شخصي يجافي حسابات الكتابة والقراءة وتقسيم المقال النخبوي وهذا ليس حديثنا.
أتفق ما أورده الكاتب عن ناهض حتر وكلنا نعرف ماذا يريد حتر منذ زمن بعيد وكنت أنا أول من تصدى لأفكاره الأخيرة مع أن لناهض وغيره الحرية في التعبير عما يريده في بلد نعتز بحرية التعبير له ولكننا رفضنا التحريض مثلما نرفض اليوم أن يتحول الأعلام الأردني إلى خندقين وتؤول قضية باسم عوض الله ومن ثم نهاجم من لم يقف مع عوض الله مستغلين كلام الملك لنصنف ونستغل مواقف لا تليق بكل وطني.
وبصراحة مثلما رفضنا شخصنة الأمور سابقا سنفرضها حديثا سيما المزايدة على محمد أبو رمان وغيره من الكتاب الملتزمين والذين كتبوا بصدق ومحبة للأردن.
وأود أن اذكر للحالمين بالنخبة التي تنتمي إليها الأصول المختلفة بأنهم واهمون فلم يعد نخب تسال عن المنتمين لها بأي طريقة! فكل يبحث عن مصلحته والجوع لن يعرف أردني من أصل فلسطيني أو شيشاني أو كردي أو سوري بينما تعيش نخبنا جميعا في قصور دابوق بشتى انتمائها ويجوع الأردني في المخيمات والقرى والصحراء بشتى أصولهم فلن نسمح لبطوننا أن تكون إقليمية وتبحث بين الحشائش على إقليميات تفيد المتصارعين على الكراسي فقط.
وتوضيحا لأخي طارق زميل أبو رمان سابقا في صحيفة الغد والذي ينتمي أي طارق أيديولوجيا إلى حركة الأخوان الذين يكرهون الصراحة التي يكتبها محمد أو رمان أريد أن أقول أن قبل أن يتكلم الملك وينهى النقاش كان محمد أبو رمان بفترة طويلة كتب عدة مقالات حول الليبرالية وأن ما يحدث في الأردن ليبرالية منقوصة لأنها لا تحمي الطبقة الفقيرة في الوقت الذي نصعد به الطبقة الثرية نحو ثراء غير مضبوط لأن الطبقة التي تسيطر على السياسة تسيطر على الاقتصاد وأن احتكار الكراسي والسياسات جعل من الشعب بورصة لهم.
هذا الرأي الذي أطلقه أبو رمان كان قبل أن يتحول الأعلام الأردني إلى سجال وخندقة وتصفية حسابات شخصية فأبو رمان كان همه البلد وليس الشخص أو المقعد الذي اختلف عليه معارضوه وأتحدى طارق الذي اتهم محمد أبو رمان بأن شخصن قضية عوض الله بان يحضر لنا طارق جملة توضح ذلك لا نقد سياسة.
النقطة التي تنفي ما لمح طارق أو غيره بأن هناك اتجاه شخصنة لمحمد أبو رمان تدحضه فكرة واحدة مهمة أن أبو رمان كان انتقد جفاء وقطيعة الحكومة لحماس وحزب الله ودعا إلى إصلاح السياسة الخارجية الأردنية وهذا يظهر أيضا أن محمد يكتب من ليبرالية ثقافية مطهرة من عقدة الأحزاب والمواقف السابقة ومطهرة من الإقليمية وأنه يكتب من رؤيته وليس فكر أجهزة أمنية كما يشاع عنه في أوساط الكتاب الذين يعجزون عن كتابة مقال واحد فيه معلومة وتحليل لم تكرر بألف تقرير إخباري.
لن أدافع كثيرا أو أرد على مقال طارق لأنه تجني وتصفية حسابات شخصية لا أكثر وبمجرد وضع كاتب يساري مع كاتب إسلامي فهذا ظلم وتصيد ومحاولة لإزاحة العقلانيين نحو طرف الرصيف لا أكثر ولكني أود أن أوضح نبذة مختصرة عن فكر محمد أبو رمان الذي أفتخر بان أقول بأنه أستاذي وله يد عليا ونصائح كبيرة علي تجعلني حتى لو اختلفت معه ببعض القضايا بأن أدافع عن تجني عليه وليس نقاشا وارفض أن يقسم الأردن يوما لا من الداخل ولا الخارج.
أولا: يجد محمد أبو رمان أن الحركات الجهادية لم تخرج من بناء عقلي وضعه العلماء الإصلاحيين ولم تنم نفسها بشكل مدروس بل حركات متسرعة قد تضر بالشعوب التي تنطلق منها وهذا ليس فكر أمريكي أو حكومي بل فكر الدارس لحركة الأحزاب والفرق التي يقودها شباب يخرجون من الشوارع وليس فرق بنيت أدبيا وعلميا من مراجع دينية تقودها بشكل صحيح؟
ثانيا: يسعى محمد أبو رمان إلى إيجاد بيئة سياسية حقيقية بعيد عن صناعة المصالح وتدخل الحكومة بها وهذا ما يشهده له عدة مقالات أهمها انتقاد الانتخابات والتيار الوطني المزمع تأسيسه.
ثالثا: الأخوان المسلمون يخطئون عندما سلموا أنفسهم لأصحاب الخط الثوري المعاكس لاتجاه الدولة ويجد أبو رمان بأن هناك تيارا في الأخوان عقلاني واعي من الممكن أن يعيد للحركة قوتها ومسارها الدعوي بعيدا عن اختلاق أزمات سياسية ليس لها داع.
رابعا: الأجواء الليبرالية السياسية في الأردن يجب أن تحمي الطبقة الاجتماعية الفقيرة لا أن تركز على الاستثمار المفتوح دون حماية ذوي الدخل المحدود.
خامسا: لا يجب أن تكون السياسية الأردنية متحيزة لأي جهة على حساب جهة أخرى هذا هو الاعتدال الذي يجب أن ننتهجه وليس اعتدال منحصر لأمريكا على سحاب حركات المقاومة.
وأخيرا هل من يكتب هذا يصنف من طبقة الكتاب المتمين لفكرهم العقلاني الملتزم أم للتصنيفات التي يسعى لها أصحاب عقول الخمسينات. واذكر الأخ طارق بان ردي أو تعقيبي جاء لأني لم أستطع أن أقرأ إساءة لصاحب فضل علي وأظل ساكتا وجل من لا يسهو أو يخطئ وكما علمنا سيدنا رسول الله" أن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
<TABLE>
<TR>