اراضي دابوق.. النصف الثاني من الحقيقة فهد الخيطان

فهد الخيطان
6/3/2008
كاتب في صحيفة العرب اليوم

مجلس النواب مطالب بالتدخل لوقف الاجراءات وعقد جلسة خاصة للتصويت على قرارات البيع ..

نفت الحكومة مرارا وتكرارا بيع ارضي دابوق لمستثمرين اجانب كما نفت وجود عرض من اي جهة حتى الان لشراء الاراضي المذكورة.

كل ما اعلنته الحكومة بهذا الخصوص يبدو صحيحا لكنه يمثل نصف الحقيقة.

الحقيقة الكاملة تكشفت في المعلومات التي استند اليها تقرير »العرب اليوم« المنشور يوم امس وخلاصته ان الحكومة تنوي نقل ملكية 1800 دونم لشركة تابعة للضمان الاجتماعي باسرع وقت ممكن تمهيدا لبيعها لاحقا »مساحة الارض المعروضة للبيع كبيرة جدا« فقد اعلن في وقت سابق ان مساحة القطعة لا تزيد على 700 دونم فقط ليتبين بعد ذلك انها تزيد على ضعف هذه المساحة.

وتشير المعلومات الواردة في التقرير الى ان قرار بيع الاراضي اتخذ بشكل نهائي, اما نقل الملكية لمؤسسة الضمان الاجتماعي وانشاء شركة لادارة العملية فهي مجرد »تحويلة« الهدف منها اضفاء طابع قانوني على صفقات محتملة وابعاد الشبهات عنها ويبدو ان ذلك هو اقصى ما استطاعت الحكومة فعله لوقف عمليات بيع كانت ستتم بشكل متسرع وغير معلن.
«الضمان الاجتماعي» بدورها لا تستطيع المغامرة باموال الناس في مشروع استثماري قبل ان تتأكد بشكل كامل من جدوى المشروع ومن جهة اخرى لا تستطيع الاحتفاظ باراض تزيد قيمتها على 2 مليار دينار لفترة طويلة لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على محفظتها المالية.

بعد ان وصلنا الى هذه المرحلة المتقدمة من الاجراءات لا يمكن لاي جهة رسمية انكار نوايا البيع والمراوغة في الاجابة على الاسئلة المتعلقة بخطط الحكومة بشأن اراضي دابوق.
المؤسف فيما يجري من طرف الجهات الرسمية هو انها مصممة على المضي في خطط البيع رغم المعارضة الواسعة للتوجه.

فما الذي يمكن فعله الان لتجاوز المأزق. الكرة في ملعب مجلس النواب الان فهو الطرف الوحيد القادر على فرملة خطط الحكومة فباستطاعة النواب توجيه مذكرة للحكومة تطالبها بوقف اجراءات نقل ملكية الاراضي الى مؤسسة الضمان الاجتماعي وعقد جلسة خاصة ورسمية للمجلس لمناقشة سياسة الحكومة بهذا الخصوص وطرح القضية للتصويت العلني وقد تكون الجلسة مناسبة ليعرف النواب والشعب حدود سياسة بيع املاك واراضي الدولة في المستقبل. فاذا كنا اليوم مستعدين لبيع 1800 دونم في دابوق بما عليها من مرافق حيوية وقبلنا ببيع اراضي الميناء وما حوله في العقبة فما هي الخطوط الحمر التي سنقف عندها في المستقبل?!.