أبيش أحلى من السلط بس دابوق احلى بصراحه

في شهر رمضان تتجلى صلة الرحم وصلة الجار والصديق بأبهى صورها فلا يكاد يمر يوم واحد من الشهر دون أن تكون ضيفا أو مضيفا على مائدة إفطار عامرة بما لذ وطاب من مأكولات نشتهيها نهارا ونعجز عن أكلها في المساء ولا يبقى من لذة الإفطار سوى الفرح بما أتمه الله علينا من نعمة أعاننا بها على الصيام وما يسره لنا من الصحبة الطيبة واللقاء مع من جمعتهم تلك المائدة الرمضانية.



إفطاران مميزان هذا العام كان لي شرف حضورهما بمعية جمع من أبناء مدينة السلط ومن خارجها كانت ميزتهما المشتركة حضور شخصيات إسلامية ومسيحية أولهما كان في السلط بدعوة كريمة من منتدى الوسطية للفكر والثقافة حيث كان من ضمن الحضور العديد من الإخوة المسيحيين وعلى رأسهم رجال الدين المسيحي وقد ذكرني تحلقهم حول الموائد بخشوع المؤمنين بانتظار أذان المغرب للإفطار بما كان يحدثنا به الآباء والأجداد حيث كان مسيحيو السلط يمتنعون في رمضان عن الطعام والشراب في الأماكن العامة بل أن بعضهم كان يلزم نفسه بذلك طيلة النهار وتتحول الوجبة الرئيسية في بيوتهم من الغداء للعشاء خشية أن تثير روائح طبخهم وقت الظهر شهية أبناء جيرانهم المسلمين.



الإفطار الثاني كان في ديوان آل قموه في دابوق بدعوة كريمة من معالي السيد سامي قموه، الطريق إلى دابوق من السلط عبر الفحيص يسلكها السلطيون غالبا عندما تكون وجهتهم غرب عمان وقد تعودت المرور بهذا الطريق معظم الأيام صباحا باتجاه العاصمة أما هذه المرة فكان الوقت قبيل الغروب لتتاح لي فرصة الاستمتاع برؤية الشمس تربت على كتف قمة من قمم الفحيص مطمئنة إياها بعودة سريعة بعد غياب مؤقت عن مروج وجبال وأناس لا تقوى على فراقهم أكثر من بضع ساعات، رأيت أيضا أهالي الفحيص وكأنهم جميعا مسلمون ينتظرون ساعة الإفطار ليصدق فيهم قول شاعر السلط الدكتور محمد عطيات



دين العروبة والتسامح دينها في السلط دين الله لا دينان



والناس فيها مسلمون ثقافة والكل فيها مسلم نصراني



في دابوق كانت متعة لقاء الأحبة والأصدقاء وكان أداء صلاة المغرب في الطابق الأرضي بديوان آل قموه بعد الماء والتمر ليتوجه الجميع إلى مائدة الإفطار في الطابق السفلي حيث جهد المعازيب بتحضير ما لذ وطاب من الأكلات السلطية المعروفة



باختصار (أحلى من الأردن وأهلها ما بيش).