عـادل عطـية
استهوتنى فكرة جمعية اصدقاء الحمير ، وألقابهم الحميرية 00
وألهمتنى بفكرة تكوين جمعية لاصدقاء الذئاب 0
لماذا للذئاب ؟! 00تسألنى 0
وأجيبك 00
ربما تمشياً مع موضة الحيوانية المنتشرة فى قريتنا الكبرى اللا انسانية 0
ولأن الذئب - فى اعتقادى فى ذلك الوقت - ، أرقى من الحمار 0
وعظة واعتباراً للمثل السائر : " إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب " 0
أنضمت إلى جمعيتى ذئاب كثيرة 000
برع أحدهم فى نهش عرض العذراوات بكل وسائل الاغراء والاذلال والترهيب ، وكنا نطلق عليه الذئب الدينى ؛ لأنه يقترف وحشيته بوازع دينى معتقداً أنه بذلك يتقرّب بضحيته واضحيته
إلى الله 00وقد نال على مقدرته هذه لقب : " الذئب الكبير "0
وآخر كان ينهش فى اعراض الناس بتلويث سمعتهم 0
أما أنا فكنت اعتقد انى اصغر الذئاب ، لاننى أفكر فقط فى الذئبية ، ولم ادرك وقتها أن الذئبية فكرة قبل ان تكتسى بالارادة والفعل ؛ لتثمر كل أنواع الذئبية 0
كان لى صديق ، بذلت جهدى للاحتفاظ به ، لاننى كنت اعتبره ضميرى الثانى الحى الثائر، قال لى يوما : من كثرة ما تأكله من الحملان ستصير حملاً !
ورغم اللامبالاة والسخرية التى بعدتنى عنه ، اعترف ، بأننى كنت أشعر بالندامة والاسى ، شعور لا يشعره اى انسان يبيد الحشرات بالمبيدات ، أو يذبح الطيور والحيوانات لامداده بطعامه اليومى !
وادركت بفضل هذا الشعور ، الحقيقة التى تجاهلتها طويلاً : أن الانسان ليس نظير الحشرات ؛ أو الحيوانات ؛ لانه يحمل صورة خالقه 0
وإذا بى اسرع إلى بيت صديقى حاملاً إليه بشرى : " وجدتها " !00
وقبل أن يتمكن من النطق بأى كلمة ترحيب ، اسرعت بمخاطبته ، قائلاً :
هل تذكر يوم قلت لى : " من كثرة ما تأكله من الحملان ستصير حملاً " ؟!00
سألتنى كيف ؟! ، قال صديقى 0
وأردف قائلاً :
فقلت لك : عندما يصبح الانسان ذئباً !
نشر في شبكة (سعوديون) بتاريخ 20-04-2008